زنقة 20 ا الرباط
رغم قربها من العاصمة، وكثافتها السكانية التي تفوق المليون نسمة، لا تزال مدينة سلا تعاني من غياب محطة طرقية عصرية تليق بحجمها الجغرافي والديموغرافي، في مشهد يجسد بوضوح حالة الاستهتار بمصالح المواطنين وغياب رؤية تنموية حقيقية لدى المسؤولين المحليين.
ففي وقت تواصل فيه مدن أقل حجما على الصعيد الوطني تشييد وتجهيز محطاتها الطرقية بمواصفات عصرية، يجد الآلاف من السلاويين أنفسهم مرغمين على التنقل إلى الرباط من أجل السفر إلى وجهاتهم، في معاناة متكررة تكشف حجم الخصاص البنيوي في البنية التحتية الأساسية بسلا، وخصوصا في قطاع النقل الطرقي.
وأمام هذا الواقع، تتجه أصابع الاتهام إلى مجلس جماعة سلا، الذي فشل، حتى اليوم، في بلورة مشروع محطة طرقية حديثة تخفف الضغط عن الرباط، وتعيد الاعتبار لمدينة باتت توصف بـ”المدينة المنسية إداريا”، رغم حيويتها ونموها الديموغرافي المتسارع.
المثير في الأمر أن ملف المحطة الطرقية ظل حاضرا فقط في الحملات الانتخابية والوعود السياسية الموسمية، دون أن يرى النور على أرض الواقع.
أما المجلس الحالي، وفق فعاليات محلية، دخل في “غيبوبة تنموية” مزمنة، حيث لم تسجل أي خطوة عملية أو إعلان رسمي يطمئن الرأي العام المحلي بشأن هذا المشروع الحيوي.
و اعتبرت ذات الفعاليات استمرار تجاهل هذا الملف لا يعبر فقط عن فشل في التسيير، بل يشكل انتقاصا من كرامة المواطن السلاوي، الذي بات يرى مدينته مجرد ظل باهت للعاصمة المجاورة، في غياب تام للعدالة المجالية والاستثمار العمومي في البنيات الأساسية.
