صناعة السيارات في إسبانيا تواجه خطرا متزايدا بسبب التنافس القوي من المغرب – الصحيفة

admin26 أغسطس 2025آخر تحديث :
صناعة السيارات في إسبانيا تواجه خطرا متزايدا بسبب التنافس القوي من المغرب – الصحيفة


بدأ المغرب يبرز كوجهة صناعية استراتيجية لإنتاج السيارات، مع مزايا تنافسية ترى فيها أوساط اقتصادية إسبانية أنها قد تهدد موقع الجارة الشمالية في سوق الإنتاج الأوروبي، فقد نجح المغرب في جذب استثمارات كبرى من شركات عالمية، وتوسيع منشآته الإنتاجية، مع استغلال بنية تحتية لوجستية متطورة، ما يعزز موقعه كلاعب رئيسي في سلاسل الإمداد العالمية للقطاع.

وأشار تقرير نشرته صحيفة “لاراثون” الإسبانية إلى أن صناعة السيارات في إسبانيا تواجه خطرا متزايدا بسبب التنافس القوي من المغرب، الذي أصبح مركزا إقليميًا بارزا في هذا القطاع، مع خطط طموحة لتوسيع طاقاته الإنتاجية واستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

وأوضح التقرير أن المغرب يحتضن ثلاث منشآت صناعية كبرى تركز على إنتاج السيارات، تتصدرها شركة “رونو” الفرنسية بمصنعين، الأول “سوماكا” قرب الدار البيضاء، والثاني في طنجة، فيما يمتلك التحالف الإيطالي الفرنسي “ستيلانتيس” منشآت حديثة في القنيطرة.

ويعزز هذا الوجود الصناعي، بحسب “لاراثون”، البنية التحتية اللوجستية للمغرب، وعلى رأسها ميناء طنجة المتوسط، الذي أثبت قدرته على منافسة موانئ أوروبية كبرى مثل ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني في جذب عقود الشحن العالمية من شركات مثل “ميرسك”.

ويضيف التقرير أن ميزة المغرب التنافسية تتحدد بثلاثة عوامل رئيسية تؤثر على اختيار مواقع المصانع، أولها تكلفة الطاقة، وثانيها تكلفة النقل، ثم تكلفة العمالة، ففي مجال الطاقة، يتمتع المغرب بتكلفة كهرباء أقل من إسبانيا، إضافة إلى إمكانات ضخمة للطاقة الشمسية توفر كفاءة مساوية أو أفضل من السوق الإسبانية، أما النقل، فتتقارب تكاليف الشحن البحري مع الموانئ الإسبانية، مع اختلاف بسيط عند النقل البري أو بالسكك الحديدية، حيث يبلغ متوسط تكلفة عبور مضيق جبل طارق حوالي 100 يورو لكل سيارة.

أما الفارق الأكبر فيظهر في تكلفة العمالة، حيث تبلغ تكلفة اليد العاملة لكل سيارة في المغرب 106 دولارات فقط، مقارنة بـ 955 دولارا في إسبانيا، أي تسعة أضعاف، ما يضع إسبانيا في المرتبة السابعة عالميا في تكلفة العمالة على صناعة السيارة، خلف دول مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا والولايات المتحدة وكندا.

ويؤكد التقرير أن المغرب يمتلك طموحا صناعيا واسع النطاق، إذ يخطط لمضاعفة إنتاجه الحالي البالغ نحو نصف مليون سيارة ليصل إلى مليوني وحدة سنويا بحلول نهاية العقد، مما قد يقتطع حصصا من الدول المنتجة الأخرى ويشكل تهديدا مباشرا لإسبانيا، التي يعتمد قطاع السيارات فيها على التصدير بنسبة 88% من الإنتاج، ويساهم بنحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي، ويشغل أكثر من 9% من إجمالي القوى العاملة.

وأشار التقرير إلى أن التجارب العملية تؤكد نجاح الاستثمارات المغربية، حيث يُنتج مصنع “سوماكا” منذ 1959 الطراز الأكثر مبيعًا في السوق الإسبانية، “داسيا سانديرو”، بطاقة إنتاجية تبلغ 100,000 وحدة سنويا، أما مصنع طنجة الجديد، الذي أحدث باستثمار يتجاوز مليار يورو، فينتج نحو 400,000 وحدة، فيما تنتج منشآت “ستيلانتيس” بالقنيطرة أيضا 400,000 وحدة سنويا، مركّزة على Peugeot 208 وCitroën Ami.

وبحسب “لاراثون”، فقد يشكل نقل إنتاج الجيل الجديد من Citroën C4، حاليا في مدريد، إلى المغرب بحلول 2027، تهديدا واضحا لمكانة الصناعة الإسبانية، مشيرا إلى أن المغرب تجاوز بالفعل بعض الدول الكبرى في صادرات السيارات إلى أوروبا مثل اليابان، وأن عدم تعديل القواعد الأوروبية الصارمة قد يعزز مكانته كمنافس رئيسي للصناعة الأوروبية، مما يضع مستقبل صناعة السيارات الإسبانية على المحك.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة