يخوض طلبة المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم “ENSIAS” بالرباط أسبوعهم الثالث على التوالي في احتجاجات متواصلة، تعبيرا عن استيائهم العميق من ما يصفونه بسلسلة اختلالات بنيوية داخل المؤسسة، والتي انعكست سلبا على مسارهم الأكاديمي وحياتهم اليومية.
وقد أكد ممثلون عن الطلبة، في اتصال هاتفي مع جريدة “الصحيفة”، أن هذا التصعيد يأتي بعد تراكمات متعددة خلال الفترة الأخيرة، مع تأكيد الإدارة على وعود لم تُنفذ، ما دفعهم إلى خوض إضرابات تدريجية على أمل تحفيز حوار فعّال مع الجهات المعنية.
وأشار الطلبة إلى أن الوضع الراهن يتسم بسوء التدبير الإداري وغياب التواصل الواضح، فضلا عن ارتباك متكرر في اتخاذ القرارات، مما أدى إلى تأثير مباشر على جودة التكوين الأكاديمي، مشيرين إلى أن هذه الاختلالات لا تتوقف عند حدود المسار الدراسي، بل تتعداه لتطال الظروف المعيشية داخل الإقامة الجامعية، التي وصفوها بالمزرية مقارنة بمؤسسات أخرى عمومية، رغم ارتفاع تكلفتها.
ومن بين أبرز المشاكل التي أشاروا إليها ضعف صبيب شبكة الإنترنت، في تناقض صارخ مع تخصص المؤسسة في المعلوميات، وغياب مطعم جامعي، وعدم انتظام الماء الساخن في الحمامات، وهو ما يفاقم من الصعوبات اليومية للطلبة ويضعهم تحت ضغط مستمر على المستوى النفسي والأكاديمي.
وأكد الطلبة أن الهدف من احتجاجاتهم ليس الصدام مع الإدارة، بل المطالبة ببيئة تعليمية تتيح لهم الدراسة في ظروف كريمة، قائمة على الشفافية والمساءلة، مؤكدين أن الإضراب المفتوح الذي سيبدأ يوم غد الثلاثاء سيستمر إلى حين الجلوس الفعلي للحوار مع الإدارة، مبرزين أن ذلك يأتي كخيار أخير بعد فشل جميع المحاولات السابقة لتحقيق مطالبهم.
وعن سير الاحتجاجات، أوضح ممثلو الطلبة أنها بدأت بأيام احتجاج محدودة خلال الأسبوع الأول، ثم تزايدت لتشمل ثلاثة أيام في الأسبوع الثاني، وصولا إلى إعلانهم عن أربعة أيام احتجاج خلال هذا الأسبوع مع خيار الإضراب المفتوح ابتداء من الغد.
وشدد الطلبة على أن هذه الاحتجاجات تمثل دعوة جدية للإدارة وكل المسؤولين عن الشأن التعليمي بالمملكة، لاتخاذ خطوات ملموسة وسريعة لإعادة الثقة بين الطلبة والمؤسسة، وتحسين جودة التعليم وتوفير بيئة صالحة للعيش والدراسة.
كما أوضح ممثلو الطلبة أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى تفاقم الإشكالات الأكاديمية والنفسية، ما يجعل الاستجابة لمطالبهم أمرا عاجلا وحيويا للحفاظ على سمعة المدرسة ومستوى تكوين طلبتها.



