زنقة 20. روبورتاج خاص – طنجة
بمزيج فريد من التاريخ العريق والحداثة المتسارعة، تتحوّل مدينة طنجة إلى ورشة كبرى استعداداً لاحتضان مباريات نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025، في مشهد يعكس طموح المغرب لترسيخ مكانته كوجهة رياضية وسياحية من الطراز الأول.
طفرة في البنيات التحتية القوية
شهدت طنجة خلال السنوات الأخيرة استثمارات ضخمة في شبكة الطرق والمحاور الكبرى، ما سهّل الربط بين مطار ابن بطوطة الدولي ووسط المدينة، وبين الميناء المتوسطي وباقي الأحياء.
كما جرى توسيع وتحديث مداخل المدينة، مع اعتماد إنارة حديثة ومساحات خضراء تعكس هوية حضرية عصرية.

وتواكب هذه الدينامية توسعة شبكة النقل الحضري عبر تعزيز أسطول الحافلات الكهربائية وتحسين الربط بين الأحياء الرئيسية، فضلاً عن مشاريع جديدة لخطوط النقل السككي السريع الذي يجعل من طنجة نقطة وصل بين شمال المملكة وجنوبها.

كما أن القطار فائق السرعة (البراق) يربطها بالرباط والدار البيضاء في أقل من ساعتين، ما يسهل حركة الجماهير الكروية سواء في كأس أفريقيا أو في كأس العالم، بالإضافة لمطار ابن بطوطة الذي يشهد توسعات، وميناء طنجة المتوسط يعد من الأكبر في البحر المتوسط.
سياحة متطورة وخدمات عالمية
وتراهن طنجة على بنيتها الفندقية الراقية ومرافقها الترفيهية لاستقبال عشرات الآلاف من جماهير “الكان”.
فنادق خمس وأربع نجوم، مطاعم عالمية، ومشاريع تهيئة الواجهة البحرية “كورنيش طنجة” كلها عوامل تجعل الزائر يعيش تجربة سياحية متكاملة، تجمع بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي في لوحة طبيعية نادرة.
كما تشهد المدينة زخماً ثقافياً وفنياً، من مهرجانات موسيقية ومعارض تراثية، بما يعزز صورة طنجة كمدينة تحتضن مختلف الثقافات.
ملاعب بمعايير دولية
يُعدّ ملعب طنجة الكبير جوهرة هذه الاستعدادات، حيث خضع لعملية تحديث واسعة لرفع طاقته الاستيعابية وتحسين مرافقه الداخلية وفق معايير “الكاف” والاتحاد الدولي لكرة القدم.


وتشمل الأشغال تحسين أرضية الملعب، تحديث أنظمة الإضاءة، وتوسيع الفضاءات المخصصة للإعلام والجماهير، ما يضمن تجربة مشاهدة مريحة وآمنة.

وتمت إعادة تهيئة جميع الفضاءات الداخلية حتى تستجيب لمعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) استعدادا لمونديال 2030 الذي سينظمه المغرب بشكل مشترك مع كل من إسبانيا والبرتغال”، وبلغت تكلفة هذه الأشغال 360 مليون دولار أمريكي بطاقة استيعابيةتبلغ 65 ألف متفرج.
ويعد هيكل ملعب طنجة الكبير هو ثاني أكبر هيكل من نوعه في العالم، بعد هيكل ملعب ماراكانا في البرازيل؛ وهو هيكل مختلط، نصفه معدني والنصف الآخر من الكابلات”، مع الإشارة إلى أن إنجاز الأشغال تؤمنه مقاولات مغربية، بمساعدة تقنية ألمانية.
بوابة إفريقيا نحو العالم
وتجسّد هذه المشاريع رؤية المغرب لجعل طنجة منصة كروية وسياحية في آن واحد، مستفيدة من موقعها الجغرافي كبوابة تربط القارتين الأوروبية والإفريقية.
ومع العدّ التنازلي لانطلاق “كان 2025”، تبدو المدينة في سباق مع الزمن لتقديم نسخة استثنائية تعكس صورة المغرب الحديثة وتبرز قدرته على تنظيم أكبر التظاهرات الرياضية.
بهذه الدينامية، تتهيأ “عروس الشمال” لتكون أكثر من مجرد مدينة مضيفة، بل واجهة سياحية ورياضية تبرز إمكانيات المغرب في الجمع بين الأصالة والابتكار، وتفتح آفاقاً أوسع للاستثمار والتنمية المستدامة بعد إسدال ستار البطولة.
أهم المعالم السياحية في طنجة:
المدينة العتيقة والقصبة:
قلب طنجة التاريخي النابض، حيث توجد الأزقة الضيقة والمباني القديمة والمقاهي التقليدية، حيث تتميز بأزقة ضيقة ومباني قديمة ومقاهي تقليدية، حيث تزخر بالتحف الفنية والمتاجر التقليدية وورش الجلود اليدوية، وتقدم المقاهي الشاي والقهوة بعد جولات التسوق الطويلة.
وتتميز المدينة القديمة بشوارع ضيقة تعج بحركة الباعة والمتسوقين، وخصوصاً في أوقات التسوق الصباحي، حيث تنتشر عربات الفواكه والخضروات والتوابل تتخللها المباني القديمة ومنطقة أثرية تضم مبانٍ تاريخية من عصر ما قبل الاستعمار الفرنسي بالإضافة تواجد مقاهي تقليدية تقدم المشروبات الساخنة والمنكهة، مثل الشاي بالنعناع.
وتنتشر التحف الفنية وورش الحرف في الأزقة ومتاجر التحف الفنية وورش الجلود اليدوية، مما يضيف إلى سحر المكان.
رأس سبارطيل:
نقطة التقاء البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، وتوفر مناظر خلابة ,وهو بالفعل نقطة جغرافية مميزة تقع عند التقاء البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، بالقرب من مدينة طنجة المغربية، وتشتهر بمنارتها التاريخية وإطلالاتها البانورامية التي توفر تجربة ساحلية فريدة تجمع بين جمال الغابة والبحر وتنوع بيولوجي غني.
ويقع رأس سبارطيل كقمة صخرية على الساحل المغربي، في أقصى شمال البلاد، عند مدخل مضيق جبل طارق، وهو المكان الذي تلتقي فيه مياه البحر الأبيض المتوسط مع مياه المحيط الأطلسي.
وتُعد منارة رأس سبارطيل، التي شُيّدت في عام 1864 بأمر من السلطان محمد الرابع، أقدم منارة في المغرب ومن بين الأقدم في العالم، وقد أُنشئت بعد حادثة غرق سفينة برازيلية بالقرب من المنطقة.
سور المعكازين:
هو معلم شهير في طنجة، وهو في الحقيقة دكة إسمنتية واسعة على شارع بوليفار، تطل على البحر الأبيض المتوسط وتوفر إطلالة بانورامية على المدينة وخليجها والجنوب الإسباني، سُمي بهذا الاسم لارتباطه بـ “المعكازين” أو الكسالى الذين كانوا يجلسون عليه، وهو مكان تاريخي كان يجتمع فيه المسافرون وكبار السن للتأمل والاستراحة ويُعتقد أن الاسم يعود إلى الكلمة الدارجة “المعكازين” التي تعني الكسالى أو المتثاقلين.
وهناك عدة روايات حول سبب التسمية، منها أن شباب طنجة كانوا يجلسون على السور للتطلع إلى أوروبا وحلم الهجرة ، أو أن كبار السن كانوا يلتقون فيه لتناول قسط من الراحة.
شواطئ طنجة: جمال طبيعي وتوفر فرصًا للاسترخاء والأنشطة المائية
تتميز شواطئ طنجة بتنوعها الكبير، حيث تضم شواطئ حضرية مثل شاطئ المدينة وشاطئ مالاباطا، وشواطئ طبيعية خلابة مثل شاطئ با قاسم والدالية، فضلاً عن مجموعة من الشواطئ المطلة على المتوسط مثل شاطئ الغاندوري ومرقالة. يُعرف بعض هذه الشواطئ بنظافتها العالية وحصولها على اللواء الأزرق، بينما تواجه شواطئ أخرى تحديات تتعلق بالتلوث.
أبرز شواطئ طنجة:
• شاطئ المدينة: شاطئ حضري يتميز بقربه من المدينة ويتيح للزوار الاستمتاع بالسباحة دون الحاجة للسفر لمسافات طويلة.
• شاطئ مالاباطا:
أحد شواطئ البحر الأبيض المتوسط في طنجة، ويُعتبر من الشواطئ المميزة في المنطقة.
• شاطئ الغاندوري:
يقع ضمن شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ويضيف تنوعًا لشواطئ المدينة.
• شاطئ مرقالة:
شاطئ آخر مطل على البحر المتوسط، يكمل قائمة الشواطئ البارزة في طنجة.
• شاطئ با قاسم:
يُعدّ من أجمل وأنظف الشواطئ في المغرب، وقد حصل على شارة اللواء الأزرق لأعوام متتالية، مما يؤكد جودة بيئته.
• شاطئ الدالية:
من الشواطئ الجميلة والآسرة، وهو وجهة محببة للعائلات، على الرغم من بعض تقارير التلوث التي واجهته.
قصر المندوب:
قصر تاريخي تحول إلى رياض لاستقبال الشخصيات الهامة وهو عقار فخم في حي مرشان كان مقراً للمندوب السامي الفرنسي في المغرب ثم أصبح لاحقاً متحفاً أسسه الملياردير الأمريكي مالكوم فوربس، وعرض فيه مجموعته من جنود اللعبة التاريخية قبل أن يتم بيعه وتحويله إلى دار ضيافة لاستقبال الشخصيات الرسمية.
وكان القصر في الأصل مسكناً فخماً للمندوب السامي الفرنسي في المغرب وتم بيعه للملياردير الأمريكي مالكوم فوربس، الذي حوله إلى “متحف دار المندوب”.
وعُرف المتحف باسم متحف فوربس، وعرض فيه مالكوم فوربس مجموعته الضخمة التي تضم أكثر من 115 ألف مجسم لجنود اللعبة يمثلون المعارك التاريخية.
متحف المفوضية الأمريكية:
يعرض لوحات فنية ويخصص قاعة للكاتب الأمريكي الشهير بول بولزوهي منشأ تاريخي في المدينة العتيقة لطنجة و كانت المفوضية أول مقر دبلوماسي للولايات المتحدة الأميركية وأول عقار خارج الولايات المتحدة امتلكته الحكومة الأميركية، وهي ترمز إلى العلاقات الثقافية و التاريخية بين أمريكا والمغرب .
إسم المفوضية الرسمي الآن هو «مركز البحث المغربي التابع للمعهد الأمريكي للدراسات» (Tangier American LegationInstitute for Moroccan Studies أي TALIM) وهو مركز ثقافي ومتحف ومكتبة بحثية تختص بالدراسات في اللغة العربية.
ودونت المفوضية في السجل الوطني للأماكن التاريخية الأميركيةيوم 8 يناير 1981، وصنفت ضمن المعالم التريخية لأمريكا يوم 17 ديسمبر 1982، وهي المعلم التاريخي الوطني الأميركي الوحيد خارج الولايات المتحدة.


























