في مشهد جنائزي مهيب، تجمع لأول مرة قرب مقبرة أيت عميرة باشتوكة أيت باها، عشرات المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء لتشييع جنازة زميلهم وهو شاب في العشرينات من العمر، الذي وافته المنية بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، بعدما كان قد نقل إليه عندما أغمي عليه أثناء عمله بإحدى الضيعات الفلاحية.
وحضر الجميع عملية دفن الفقيد الشاب بالمقبرة الإسلامية، بما في ذلك عناصر من الدرك الملكي والسلطات المحلية، وهو ما أثار تساؤلات واندهاش المواطنين وساكنة المنطقة، وذلك بخصوص مدى قانونية دفن هذا الأخير بالمقبرة الإسلامية، وبخصوص ديانته؟
مصدر مسؤول، كشف لـ »اليوم24″ بأن الأمر يتعلق بوفاة شاب مسلم ينحدر من مالي، كان قيد حياته مستقرا بطريقة شرعية بالمنطقة، ومعروف بخلقه الحسن لدى أصدقائه ومعارفه بالحي.
وتم هذا، حسب المصدر نفسه، في احترام تام للإجراءات القانونية المعمول بها من طرف السلطات، وبترخيص بالدفن من النيابة العامة المختصة.
وتعرف جماعتا القليعة وخميس أيت عميرة، استقطاب المئات من مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء ممن يعملون بشكل منتظم في الضيعات الفلاحية والحقول الزراعية، مما يبرر بروز مظاهر عديدة لأشكال وخليط ثقافي جديد، وغير مألوف لدى المواطنين المغاربة.
هاته المظاهر تتعلق أساسا بتنشئتهم الاجتماعية ومظاهر معيشهم اليومي، في الوقت الذي يلاحظ من خلاله توسع أنشطتهم التي بدأت تظهر للعلن من خلال التجارة ودوريات كرة القدم، وعدد من التجمعات والاحتفالات الخاصة بهم.
