زنقة 20 | الرباط
يشهد المغرب في السنوات الأخيرة ظاهرة لافتة تتمثل في عودة عدد متزايد من الكفاءات المغربية الحاصلة على شهادات عليا من فرنسا وأوروبا إلى أرض الوطن، في ما يُمكن اعتباره تحولًا استراتيجيًا مدروسًا أكثر منه مجرد حنين إلى الجذور.
ووفقًا لما أكده الخبير عبد المالك العلوي في حوار له مع موقع Atlantico الفرنسي، فإن العامل الحاسم وراء هذه العودة هو “الثقة”: ثقة متجددة في وطن يوفّر بيئة حقيقية لتحقيق الطموحات والمساهمة في البناء الوطني.
“النيو-وطنيون”: عودة طوعية قائمة على القناعة
ظاهرة ما يُعرف بـ”النيو-وطنيين”، أي الشباب المغاربة ذوي الكفاءة العالية والذين تلقوا تعليمهم أو وُلدوا في الخارج، تعكس تحوّلاً في النظرة إلى العودة.
و بحسب العلوي ، لم تعد العودة إلى “البلد” نهاية لمسار خارجي، بل باتت بداية جديدة بمضمون وطني وتنموي، و في مواجهة تنامي الخطابات الإقصائية في أوروبا، يجد هؤلاء في المغرب فرصًا مهنية واعدة، ومناخًا اجتماعيًا أكثر دعمًا واعترافًا بكفاءاتهم.
استراتيجية تكنولوجية طموحة يقودها الملك محمد السادس
ما يميز المغرب عن غيره من الدول في القارة، بحسب الخبير المغربي ، هو أنه لم يكتفِ بالإعلان عن طموحاته الرقمية، بل حوّلها إلى سياسات ملموسة. برؤية ملكية واضحة، وضع المغرب منذ أوائل الألفية الثالثة “المعركة من أجل العقول” ضمن أولوياته الاستراتيجية.
و أحد أبرز رموز هذا التوجه بحسب العلوي ، هو جامعة محمد السادس متعددة التخصصات (UM6P) في مدينة بنجرير، والتي أصبحت بمثابة قاطرة للسيادة التكنولوجية المغربية. فبفضل بنيتها التحتية الحديثة، وشراكاتها مع مؤسسات عالمية كـ MIT وHEC، وامتلاكها لأقوى حاسوب عملاق في إفريقيا (توبقال)، باتت الجامعة مركزًا للابتكار والتعليم التطبيقي في مجالات حيوية كالزراعة الذكية والطاقة والذكاء الاصطناعي.




