عاد النقاش مجددا في الأوساط الإسبانية بشأن مستقبل قاعدة “روتا” العسكرية الأمريكية، بعد ورود تقارير سابقة ألمحت إلى احتمالية اتخاذ إدارة ترامب قرارا بنقل هذه القاعدة من إسبانيا إلى بلد آخر، مع الإشارة إلى المغرب كخيار محتمل لما يوفره من خصائص جغرافية مماثلة لتلك التي تتمتع بها القاعدة الإسبانية.
صحيفة Vozpópuli الإسبانية أكدت في تقرير لها أن الواقع على الأرض يشير إلى استمرار الاستثمارات الأمريكية في القاعدتين الإسبانيتين، وفق اتفاقية التعاون الدفاعي بين واشنطن ومدريد، التي تحدد استخدام القوات الأمريكية للمرافق الإسبانية.
ففي يونيو الماضي، تضيف الصحيفة الاسبانية، أقرّت الولايات المتحدة تمويل مشاريع تطويرية في قاعدة “روتا” بقيمة 100 مليون دولار تشمل إنشاء أربعة مستودعات للصواريخ، ومحطة لتحميل المعدات الثقيلة، إضافة إلى ورشة لإعادة تأهيل الذخائر، فضلاً عن إنشاء مركز جديد لإعادة التدوير.
وأضافت الصحيفة أن واشنطن أصدرت مؤخرًا مناقصة لبناء خزانين جديدين بسعة إجمالية تبلغ 50 ألف برميل من الوقود، على أن يتم تنفيذ المشروع خلال 909 أيام، بميزانية تتراوح بين 25 و100 مليون دولار، حيث أشارت إلى أن هذه المشاريع الثلاثة تأتي خلال فترة شهرين فقط، وهو ما يعكس خطة واضحة للتمركز طويل الأمد في روتا، بعيدًا عن أي فكرة لنقل القاعدة إلى المغرب.
وبحسب التقرير، هناك عوامل أساسية تحول دون أي نقل محتمل لقاعدة روتا إلى المغرب، أولها البنية التحتية اللوجستية، التي لا تتوفر في المغرب بنفس القدرات البحرية والجوية، كما تلعب الاعتبارات التقنية والسياسية دورا رئيسيا، إذ تستضيف روتا مدمرات تشكل جزءًا من الدرع الصاروخي لحلف الناتو، وهو موقع جغرافي محوري لتغطية المنطقة الأوروبية والبحر الأبيض المتوسط، ما يجعل نقلها تحديا سياسيا وتقنيا كبيرا بسبب مسؤوليات الحلف الأطلسي.
وتضم قاعدة روتا نحو 2,800 جندي أمريكي، وتوفر درعا متحركا ضد التهديدات الباليستية، ما يجعلها محورًا أساسيًا لتوسيع النفوذ الأمريكي في البحر المتوسط وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، كما تسهم بنحو ثلثي النشاط الاقتصادي المحلي في مدينة روتا الإسبانية.
ورغم استمرار حركة الاستثمار الأمريكية في القاعدة، بما في ذلك مشاريع توسعة الميناء وبناء حظائر جديدة للطائرات، يرى بعض المسؤولين، وفق تقارير سابقة، أن الوضع قد يتغير في أي لحظة إذا قررت الإدارة الأمريكية اتخاذ خطوات جذرية ضد أوروبا كرد فعل على مواقف سياسية أو اقتصادية معينة.
وفي هذا السياق، يبرز اسم المغرب كخيار محتمل لاستضافة القوات الأمريكية، وفق بعض التقارير غير الرسمية، لا سيما بعد تعزيز الرباط موقعها كحليف لإدارة ترامب في عام 2020 من خلال تطبيع العلاقات مع إسرائيل. ومع ذلك، تؤكد المعطيات على الأرض أن واشنطن ملتزمة حاليًا بالاستثمارات والتواجد طويل الأمد في قاعدة روتا، مما يعكس استقرار استراتيجية التموضع الأمريكي في جنوب أوروبا.



