في أول رد فعل بعد احتجاجات المواطنين.. التهراوي يوجه مذكرة خاصة للأطر الإدارية والمهنية لاحترام أوقات العمل في المستشفيات وتطبيق الاقتطاعات على الأجور

admin25 سبتمبر 2025آخر تحديث :
في أول رد فعل بعد احتجاجات المواطنين.. التهراوي يوجه مذكرة خاصة للأطر الإدارية والمهنية لاحترام أوقات العمل في المستشفيات وتطبيق الاقتطاعات على الأجور


في أول رد فعل بعد موجة الاحتجاجات التي شهدتها عدد من المدن المغربية بسبب تردي الخدمات الصحية في المستشفيات العمومية، وجّه وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، مذكرة خاصة إلى الأطر الإدارية والمهنية، دعاهم فيها إلى الالتزام الصارم بأوقات العمل القانونية، وحذّر من الممارسات التي تمس بجودة الخدمات الصحية.

وسجلت الوزارة في المذكرة، التي حصلت “الصحيفة” على نسخة منها، تنامي ظواهر الغياب غير المبرر والتأخرات المتكررة ومغادرة مقرات العمل قبل انتهاء الساعات القانونية، معتبرة أن هذه الممارسات تُسيء لصورة القطاع وتضعف ثقة المرتفقين.

وكانت من أبرز الشكايات التي استمع إليها وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خلال لقائه بالمواطنين الغاضبين في عدد من مستشفيات المملكة، خلال الأيام الماضية، هي الغياب الكبير والمتكرر للأطر الطبية والإدارية، حيث يجد المواطن نفسه في مرات عديدة أمام مستشفيات فارغة بدون أي خدمات صحية، بالرغم من توفر المهنيين.

وفي هذا السياق، شددت مذكرة وزير الصحة، على ضرورة حضور الموظفين بشكل منتظم ومستمر، مع احترام التسلسل الإداري وأداء المهام الموكولة إليهم وفق التخصصات والأخلاقيات المهنية، داعية إلى الالتزام بالسلوك المهني الذي يليق بموظفي القطاع الصحي، والتفريق بوضوح بين الأطر الطبية والتمريضية والإدارية والتقنية، بما يضمن استقرار بيئة المؤسسة الصحية ويخدم مصلحة المرضى.

وخاطب التهراوي المسؤولين الإداريين بالخصوص، بضرورة مواكبة الموظفين بالصرامة واليقظة، خاصة في المصالح الاستعجالية والحساسة، وتفعيل الإجراءات التأديبية في حال ثبوت أي تقصير، مشددا على تطبيق الاقتطاع من الأجور في حالات التغيب غير المشروع أو الإخلال بمواقيت العمل، باعتباره إجراء رادعا للحفاظ على انتظام المرافق الصحية.

كما حث الوزير على تفويض السلطة لرؤساء المصالح والوحدات الإدارية وفق المقتضيات القانونية، وتحميل كل مسؤول مهامه في تدبير المرفق العمومي الصحي، داعيا إلى نشر قيم السلوك المهني والاستقامة في المرافق الصحية، وإبرازها في أماكن واضحة أمام المرتفقين، ضمانا لاستمرار الخدمات وتيسير الولوج إليها.

ويأتي صدور هذه المذكرة بعد احتجاجات حاشدة شهدتها عدد من المدن المغربية أمام المستشفيات، وقد دفع هذا الغضب الشعبي الوزير التهراوي إلى القيام بجولة ميدانية شملت عددا من المستشفيات، بدأها من أكادير، حيث أعلن عن إقالة مدير المستشفى وعدد من المسؤولين.

كما شملت جولات الوزير مدن الناظور والدريوش ومكناس، حيث تفقد البنيات الصحية واستمع لشكاوى المواطنين، معلنا عن تخصيص مناصب مالية جديدة لتقوية الموارد البشرية. ولازال وزير الصحة يواصل جولاته بعدد من مدن المملكة، حيث حل صباح اليوم الخميس بمستشفى سانية الرمل الإقليمي بتطوان، للاطلاع على أوضاع الخدمات في هذا المستشفى.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوات تأتي في إطار محاولة حكومية لامتصاص حالة الاحتقان الاجتماعي، في ظل مخاوف من انعكاسها على صورة الحكومة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية لسنة 2026، في حين اعتبر آخرون أن المسؤولية السياسية فيما يجري تقع بالدرجة الأولى على عاتق الوزير نفسه، مؤكدين أن إقالة بعض المسؤولين المحليين لا تعفيه من المساءلة، بل تجعلهم مجرد “أكباش فداء” في أزمة عميقة يعيشها القطاع الصحي.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة