تسود أجواء من القلق في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين قبل أسابيع من انتهاء عملية “مرحبا 2025″، بعدما سجلت المؤشرات تراجعا واضحا في معدلات عبور الجالية المغربية المقيمة بالخارج عبر الموانئ المحلية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على الدينامية الاقتصادية في المدينتين.
ووفق معطيات نشرتها الصحافة الإسبانية، خاصة صحيفتي “الإسبانيول” و”إلفارو دي مليلية”، فإن آلاف المهاجرين المغاربة اختاروا هذا الصيف تجنب موانئ سبتة ومليلية، مفضلين العبور عبر موانئ الجزيرة الخضراء، وطريفة، وموتريل، ومالقة وألمريا، ومنها مباشرة إلى الموانئ المغربية.
ووفق المصادر نفسها، فإن هذا التوجه أربك توقعات وزارة الداخلية الإسبانية، التي كانت قد أعدت خطة عبور تراهن على توزيع متوازن للحركة بين مختلف الموانئ، غير أن الواقع الميداني أظهر أن مدينتي سبتة ومليلية باتتا في الهامش حتى الآن، وهو ما أفقدهما جزءا كبيرا من الحركة المرتبطة سنويا بعملية العبور.
وأشارت ذات المصارد إلى أن البيانات تُظهر أن مليلية سجلت أكبر تراجع في حركة المسافرين ضمن عملية العبور لسنة 2025، بانخفاض بلغ حوالي 20 في المائة مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يمثل ضربة قوية لاقتصادها المحلي الذي يعتمد بشكل كبير على نشاط المعابر في موسم الصيف.
أما سبتة، تضيف المصادر الإعلامية الإسبانية، فقد عرفت بدورها تراجعا في حجم العابرين، وإن كان بدرجة أقل من مليلية، إلا أن انعكاساته الاقتصادية كانت واضحة على وتيرة الاستهلاك وحركية النقل البحري في هذه المدينة.
ويرجع هذا التوجه الجديد للجالية المغربية إلى عدة عوامل، حسب ما أوردته “الإسبانيول” من بينها سهولة الإجراءات في موانئ شبه الجزيرة، وتوفر سفن وخطوط بحرية مباشرة نحو الموانئ المغربية، فضلا عن اختصار وقت السفر وتجنب الاكتظاظ الذي يميز عادة الموانئ الصغيرة.
كما أن بعض العائلات المغربية المقيمة بالخارج أصبحت تفضل النزول في موانئ مغربية قريبة من مدنها الأصلية لتقليص تكاليف التنقل البري، وهو ما زاد من جاذبية الموانئ الإيبيرية المتجهة مباشرة إلى الموانئ المغربية على حساب مينائي سبتة ومليلية، وفق المصادر المذكورة.
وقالت “إلفارو دي مليلية”، إن هذه التطورات تشكل تحديا مضاعفا للمدينتين، في وقت تسعى فيه السلطات المحلية إلى تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية بعد سنوات من الانكماش، حيث تُعتبر عملية “مرحبا” من أكبر الرهانات السنوية لإنعاش الدورة الاقتصادية.
وأضافت في هذا السياق، أنه يُنتظر أن تكشف الأسابيع المتبقية من العملية ما إذا كانت هذه الأرقام ستتوازن نسبيا، أم أن الاتجاه الحالي سيستمر ليكرس سبتة ومليلية خارج المسارات الرئيسية لعودة الجالية المغربية هذا الصيف.