زنقة 20 | الرباط
شدد فوزي لقجع، رئيس مؤسسة المغرب 2030، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، على أن النهوض بممارسة كرة القدم لم يقتصر فقط على التوسع الجغرافي، بل تجاوزه إلى اقتحام الموروث التقليدي الذكوري، من خلال فتح اللعبة على مصراعيها أمام الإناث، اللواتي لم يتأخرن في إبراز حقيقة بسيطة مفادها أن الحق لا جنس له، وأن الإبداع الرياضي يخضع لنفس القواعد، وهو ما أفرز في وقت وجيز بطلات طرقن بأسمائهن فضاءات النجومية داخل الوطن وخارجه.
وأضاف لقجع، في كلمة أُلقيت بالنيابة عنه خلال المنتدى الدولي حول الرياضة، المنظم اليوم الخميس بمجلس النواب تحت شعار “نحو استراتيجية وطنية للنهوض بالرياضة”، أن كرة القدم شكلت بالقدر نفسه مدخلاً لاقتحام مختلف الفئات العمرية، حيث شهدت هذه الفئات زخمًا وتطورًا لافتين على الصعيد العالمي، تُوّجا بتحقيق إنجاز تاريخي تمثل في إحراز كأس العالم لفئة أقل من 20 سنة، في سابقة إفريقية وعربية، وذلك بعد الإنجاز الاستثنائي في مونديال قطر 2022، الذي كان فيه المنتخب المغربي مفاجأة عالمية خطفت الأضواء حتى من حامل اللقب.
وأكد أن هذا الزخم غير المسبوق ما كان ليتحقق لولا تلازم النهوض بممارسة كرة القدم مع التكوين وتجديد منظومة الحكامة، مشيرًا إلى أن التكوين شكّل إحدى الأولويات الأساسية التي انشغلت بها كرة القدم الوطنية. وقد أثمرت هذه الرؤية نتائج ملموسة من خلال أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، والمراكز الجهوية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ومراكز التكوين التابعة للأندية، إلى جانب تحديث أساليب التكوين والاستفادة من مختلف التجارب الوطنية والأجنبية، والوصول إلى مستويات تكوين تضاهي ما بلغته أبرز التجارب الدولية.
وفي السياق ذاته، أوضح لقجع أن منظور التكوين ارتكز على اعتبار كرة القدم منظومة متكاملة تضم عدة فاعلين، يكون اللاعب في قلب اهتمامها، وهو ما فرض التركيز على تكوين الأطر التقنية، وأطر التحكيم، والمدربين. واستحضر في هذا الإطار إحدى الصور الدالة على نجاح هذا المنظور، والمتمثلة في نهائي كأس العرب الذي يجمع فريقين يقودهما مدربان مغربيان، في مشهد يعكس أن المغرب رابح قبل انطلاق المباراة.
كما أبرز أن تحديث نظام الحكامة شكّل بدوره رافعة أساسية للإصلاح، سواء من خلال إعادة صياغة الإطار التنظيمي والهيكلي للبطولة الوطنية، أو عبر الانتقال إلى النظام المقاولاتي من خلال هيكلة الأندية ومحيطها المباشر، وتطوير الإطار القانوني، وهو ما انعكس مباشرة على تحديث منظومة التمويل وربطها بمنطق المقاولة.
وختم لقجع بالتأكيد على أن المنظومة الكروية الوطنية لم تبلغ بعد الوضع المثالي، وأن أمامها أشواطًا عديدة لمواصلة التطوير، غير أنه شدد في المقابل على أن الإطار التدبيري الذي تم وضعه لم يخذل كرة القدم المغربية، بل أحدث قطيعة مع بنياتها التقليدية، وجعل العامل البشري في صلب المنظومة، ما أفضى إلى انفتاح غير مسبوق أمام الطاقات الشبابية، ووضع كرة القدم المغربية في واجهة المشهدين القاري والعالمي، في أفق استحقاقات كبرى من قبيل كأس إفريقيا للأمم ومونديال 2030.




