دعا رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، إلى استثمار كأس العالم المئوية التي ستنظم بين ثلاث قارات سنة 2030 لإعادة التفكير في بنية كرة القدم العالمية، وفي طبيعة العلاقة غير المتكافئة داخل المنظومة الكروية.
وأكد لقجع، في حوار مع جريدة “فرانس فوتبول”، أنه لا يجب اختزال مونديال 2030، الذي ينظم بالشراكة بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، في لحظة احتفالية أو إنجاز رمزي، بل يجب أن يشكل نقطة تحول تاريخية تسرع مسار تقاسم أكثر عدالة للقيمة المضافة لكرة القدم، وإنهاء منطق التبعية الذي جعل إفريقيا لعقود طويلة مجرد خزان للمواهب.
وأوضح أن المغرب يدافع عن هذه الرؤية، موضحا أن “كأس العالم المئوية ينبغي أن تشكل دفعة قوية لتسريع هذا المسار المتعلق بتقاسم القيمة، متسائلا: “لماذا لا نفكر في تنظيم منافسات أوروبية ـ إفريقية؟ سواء على مستوى الأندية أو فئات الشباب وغيرها، ولماذا يظل هذا الرابط بين إفريقيا وأوروبا محصورا فقط في منطق تجاري يقوم على استقطاب المواهب الإفريقية نحو أوروبا؟ ولماذا لا يتم تنظيم هذه العلاقة بشكل أفضل وبناء جسر حقيقي بين القارتين؟”.
وأشار لقجع إلى أن أحد التحديات الكبرى التي تواجه كرة القدم هو قدرتها على التفاعل مع العولمة، فما زلنا نعيش في كرة قدم قارية بالتنظيمات المؤسساتية نفسها التي تعود إلى البدايات؛ “فيفا” والكونفدراليات”، مسترسلا “وحدها طريقة تنظيم المسابقات هي التي تطورت، فكيف يمكن الحديث عن عولمة كرة القدم، في حين أن القيمة المضافة لا توزع بشكل عادل؟”.
وأبرز المسؤول المغربي أن تنظيم كأس العالم 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، يحمل بعدا حضاريا مرتبطا بتاريخنا المشترك، مسجلا أن “المغرب كان دائما حلقة وصل بين الحضارتين الإفريقية والأوروبية، وتمثل كأس العالم لحظة قوية لإحياء هذه الذاكرة”.
ولفت إلى أن التنظيم المشترك بين المغرب وجارين الإيبيريين رسالة مفادها أن هذا الفضاء المتوسطي ليس محكوما عليه بالانشغال فقط بقضايا الهجرة والأمن، رغم أهميتهما، بل يمكنه أن يستعيد أيضا دوره كفضاء للتعاون بين شعوبنا”، مؤكدا أنه “من هذا المنطلق، نعتبر أن هذه ستكون كأس عالم إفريقية ـ أوروبية”.



