لماذا ظهر أخنوش مدافعاً عن خدمة رهانات الدولة الإستراتيجية وغير متعطش ومتلهف للهاجس الإنتخابي والبقاء في السلطة؟

admin12 سبتمبر 2025آخر تحديث :
لماذا ظهر أخنوش مدافعاً عن خدمة رهانات الدولة الإستراتيجية وغير متعطش ومتلهف للهاجس الإنتخابي والبقاء في السلطة؟


زنقة 20. الرباط

حمل الخروج الأخير لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، على القناتين الأولى والثانية، رسائل سياسية مهمة، بعيدة عن أي منطق انتخابي ضيق، فالرجل شدد خلال الحوار على أن استكمال الأوراش الملكية والاستراتيجية فيما تبقى من عمر الولاية الحكومة، هو الهاجس الأول للأغلبية، وأنه لا يريد هدر الزمن الحكومي نتيجة هواجس انتخابية، مؤكدا في السياق ذاته أن السنة الأخيرة من عمر الحكومة تنقسم إلى 3 مراحل: إتمام المشاريع والأوراش المفتوحة، ثم التواصل بعدها مع المواطنين لتقديم حصيلة الولاية الحكومية، وصولا إلى دخول غمار المنافسة في الانتخابات التشريعية صيف سنة 2026.

وخلافا لطيف سياسي واسع يتبنى الخطاب الشعبوي ونشر الإشاعات والتصفية الرمزية للخصوم، باعتبارها أصلا تجاريا لضمان البقاء ولو على هامش الساحة السياسية، كان المرور الإعلامي لرئيس الحكومة كافيا لحسم الجدل وتفنيد كل ما تم الترويج له من مغالطات، على غرار ملف محطة تحلية مياه البحر للدار البيضاء.

بالعودة إلى الرسائل السياسية، وصف أخنوش تكليف وزير الداخلية بالإشراف على الانتخابات بالأمر “الإيجابي”، وذلك خلافا لحزب العدالة والتنمية الذي انتقد أم الوزارات، خلال ندوة صحفية عقدها مؤخرا، متهما إياها بممارسة الحياد السلبي، وتوجيه الناخبين للتصويت لفائدة جهة معينة، والامتناع عن تسليم المحاضر.

ففي كل مرة يقترب فيها موعد الانتخابات، يؤكد إخوان بنكيران أن رأسمالهم الرمزي مبني على خطاب التباكي والمظلومية وادعاء الطهرانية الأخلاقية مقابل فساد الخصوم.

هذا التشكيك في قواعد اللعب حاليا يبدو أمرا غير مفهوم ويدعو للاستغراب، لأنها قواعد اللعب ذاتها التي جعلت البيجيدي يتصدر انتخابات نونبر2011 ويحصل على 107 مقاعد، ومكنت بنكيران من تولي رئاسة حكومة. ووفقها أخذ الحزب صدارة الانتخابات التشريعية سنة 2016، بحصوله على 125 مقعد.

وإذا كان كافة الزعماء السياسيين تحذوهم الرغبة الجامحة في قيادة حكومة “المونديال”، فقد أظهر أخنوش في جوابه على هذا سؤال في هذا الصدد، أنه ليس بذلك السياسي المتعطش والمتلهف للبقاء في السلطة بأي ثمن، مبرزا أن اختيار من سيقود الحكومة القادمة هي مسألة دستورية بيد جلالة الملك وحده.

أخنوش صرح أنه يتطلع في حال جدد المغاربة ثقتهم في حزبه لقيادة ما أسماها حكومة “التنمية” وليس المونديال، معللا كلامه بأن “المونديال” هو فقط جزء لا يتجزأ من الأجندة التنموية المسطرة لمستقبل بلادنا، بقيادة جلالة الملك. وهنا تظهر حنكة أخنوش وذكاءه السياسي كرجل دولة يسعى لتسخير الزمن الحكومي لخدمة الرهانات الاستراتيجية للدولة.





Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة