عاشت مختلف المدن المغربية، ليلة الجمعة، على إيقاع احتفالات غير مسبوقة، بعدما صوّت مجلس الأمن الدولي على قرار تاريخي كرس مشروعية المقترح المغربي للحكم الذاتي كحل وحيد ونهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وخرج عشرات الآلاف من المواطنات والمواطنين بمختلف المدن المغربية وبالأقاليم الجنوبية إلى الشوارع والساحات العامة، في أجواء مفعمة بالفخر والاعتزاز، وهم يرفعون الأعلام الوطنية وصور الملك محمد السادس، مردّدين شعارات الوحدة الوطنية ومغربية الصحراء.
وفي مدينة العيون، شهدت ساحة المشور الكبير تجمعا ضخما شارك فيه سكان الأقاليم الجنوبية وممثلون عن المجتمع المدني والمنتخبين المحليين، حيث علت العتافات والشعارات والزغاريد احتفاءً بما وصفه المشاركون بـ”الانتصار الدبلوماسي التاريخي للمغرب”.
وفي الرباط، غمرت الحماسة شارع محمد الخامس والساحة المقابلة للبرلمان، حيث ردد المواطنون هتافات وسط أجواء احتفالية رفع خلالها شعار “الصحراء مغربية إلى الأبد”. وشهدت الدار البيضاء بدورها مسيرات عفوية جابت شوارع العاصمة الاقتصادية وعدداً من الأحياء الكبرى، تعبيراً عن الفخر بترسيخ المنتظم الدولي لمشروعية الموقف المغربي.
وعمت الاحتفالات بهذا الانتصار التاريخي مختلف المدن المغربية التي خرج بها المواطنون احتفاء بهذا الإنجاز الدبلوماسي الذي سيظل راسخا في تاريخ الأمة المغربية، تتويجا لعقود من الكفاح الوطني والتضحيات الجسام التي قدمها المغاربة.
وعبّر عدد من المواطنين في تصريحات متطابقة عن اعتزازهم بالقيادة الملكية الرشيدة التي “نجحت في جعل القضية الوطنية الأولى أولوية دولية”، مؤكدين أن هذا القرار الأممي جاء تتويجًا لمسار طويل من العمل الدبلوماسي الهادئ والفعال، الذي قاده الملك محمد السادس خلال السنوات الماضية.
كما اعتبر فاعلون سياسيون ومدنيون أن الأجواء الاحتفالية التي عمّت المدن المغربية تعبّر عن لحظة وطنية جامعة، تجسد الإجماع الشعبي والسياسي حول قضية الوحدة الترابية، وتؤكد الالتفاف الثابت حول الدفاع عن مغربية الصحراء والوحدة الترابية للمغرب.
وفي الأقاليم الجنوبية، تواصلت الاحتفالات حتى ساعات متأخرة من الليل تعبيرا ن فرح سكان الصحراء المغربية بهذا القرار الذي “أكد للعالم أن مبادرة الحكم الذاتي ليست فقط واقعية وقابلة للتطبيق، بل تشكل أساسا لمستقبل مزدهر وآمن للمنطقة”.
وعاش المغاربة ليلة بيضاء بكل المقاييس، طبعها نبض الفرح الوطني، أكدت مكانة قضية الصحراء المغربية في قلوب المغاربة، وهو ما تعزز أكثر بعدما أصبحت المبادرة المغربية للحكم الذاتي ثابتًا أمميًا ومرجعية نهائية للحل، بفضل الدبلوماسية الملكية الرصينة التي رسخت حضور المغرب كقوة استقرار وتنمية في محيطه الإقليمي والدولي.
