زنقة 20 / الرباط
شهدت إنزكان ليلة الثلاثاء/الأربعاء، أحداث شغب غير مسبوقة بعدما أقدم عدد من الأفراد المحسوبين على المحتجين، أغلبهم قاصرين، على اقتحام عدد من المحلات التجارية، من بينها فروع لسلسلة مرجان، إضافة إلى بنك، وتخريب ممتلكات عامة وخاصة.
الأحداث التي اندلعت قبيل منتصف الليل تطورت بسرعة مخيفة، حيث تم تسجيل عمليات حرق استهدفت صيدلية وسيارات مركونة في الشارع العام، ما خلف حالة من الذعر في أوساط الساكنة، خصوصاً مع تصاعد ألسنة اللهب ودخان النيران التي غطت سماء المدينة.
ورغم محاولات الأمن لاحتواء الوضع، فإن حجم الفوضى التي خلفها هؤلاء الشباب، والذين تشير المعطيات الأولية إلى أن غالبيتهم لم تتجاوز أعمارهم 17 سنة، خلفت صدمة لدى الساكنة المحلية، خصوصاً بعد انتشار مقاطع فيديو توثق لحظات الاعتداء والنهب.
استجابة سريعة من السلطات
وفور السيطرة على الوضع، تدخلت فرق النظافة والسلطات المحلية في عملية واسعة لتنظيف الشوارع وإزالة آثار التخريب، في وقت مبكر من فجر اليوم الأربعاء، بهدف إعادة حركة السير إلى طبيعتها وضمان استمرار الحياة اليومية للمواطنين.
خلفت هذه الأحداث موجة من الغضب العارم وسط المواطنين، الذين عبروا عن استنكارهم الشديد لما جرى، مؤكدين أن هذه السلوكات لا تمت بصلة لقيم المغاربة ، داعين في الوقت نفسه إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال، رغم صغر سن بعضهم.
وقد أجمعت معظم ردود الفعل على أن المتضررين الحقيقيين من هذه الأحداث هم مواطنون بسطاء، فقدوا ممتلكاتهم ومحلاتهم التجارية ومصادر رزقهم، في لحظة عبث لا مبرر لها.
وفي خضم هذا المشهد الحزين، علت الأصوات الداعية إلى التهدئة، وإلى تجنب استغلال الغضب الاجتماعي في إشعال الفوضى، مع التشديد على ضرورة معالجة الأسباب العميقة التي تدفع الشباب إلى مثل هذه التصرفات، عبر إصلاحات حقيقية.






