قال الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، إن ما حدث في أكادير من احتجاج للمواطنين أمس الأحد ضد تدهور القطاع الصحي، يتحمل مسؤوليته عزيز أخنوش، على المستويين الوطني والمحلي، باعتباره رئيسا للحكومة ورئيسا لجماعة أكادير.
وأضاف أوزين في تصريح لـ”الصحيفة”، بأن احتجاجات المواطنين التي ندَّدت أمس بتردي الخدمات الصحية بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني، ليست حادثة معزولة، بل هي امتداد للمطالب التي رفعها المواطنون منذ عدة شهور في مناطق متفرقة، خاصة في العالم القروي، مثل مسيرة آيت بوكماز والعديد من المسيرات الأخرى التي لم تُسلط عليها الأضواء الإعلامية مثلما ما حدث مع المسيرة المذكورة.
وتابع أوزين في هذا السياق، بأن المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية لم تعد الآن ذات طابع مرتبط بالمناطق القروية فقط، بل أصبحت هناك مسيرات واحتجاجات في المناطق الحضرية أيضا، مستدلا على ما حدث في أكادير أمس الأحد، الأمر الذي يشير إلى وجود خلل في المنظومة الصحية الوطنية، بالرغم من أن رئيس الحكومة حاول “رسم صورة وردية” للقطاع خلال خرجته الإعلامية الأخير وفق تعبير أوزين.
واعتبر زعيم حزب “السنبلة” في تصريحه لـ”الصحيفة”، أن سكان أكادير من الممكن أن يكونوا قد اعتبروا خرجة رئيس الحكومة الأخيرة للترويج لإنجازاته في عدة قطاعات، من بينها قطاع الصحة، كـ”نوع من الاستفزاز”، لأن الواقع يقول شيئًا آخر يخالف ما يقوله رئيس الحكومة الذي هو أيضا رئيس جماعة أكادير والموكول له تدبير شؤون المدينة.
وفي هذا الإطار، قال أوزين، إن رئيس الحكومة كان من المفترض أن يقول الحقيقة في خرجته الإعلامية الأخيرة، وأن يعترف للمواطنين المغاربة بأن هناك مشاكل في القطاع الصحي، وأن يقدم بالمقابل رؤيته لتجاوز تلك المشاكل، لا أن يقدم “صورة وردية” لا تمت للواقع بصلة.
وأضاف أوزين بأنه سبق أن نبه الحكومة إلى “عدم الاستخفاف” بالانتقادات التي يوجهها إليها في هذا السياق، مذكرا بأن التدهور المقلق في القطاع الصحي لم يعد يترجم فقط في مؤشرات وإحصائيات، بل في غضب الشباب ويأسهم من المستقبل.
وكان أوزين قد أشار خلال جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة في يوليوز الماضي في موضوع الصحة إلى أغنية “راب” يقول صاحبها: “بلادي بلاد الراميد اللي فيها كلشي مريض لا سبيطار لا طبيب تبغي غير برا حك الجيب”، معتبرا أن هذه الكلمات، رغم بساطتها، تختزل واقع المستشفيات وتعكس رمزية نظام “راميد” كعنوان للتهميش، حيث لا يجد المواطن طبيبا ولا مستشفى، بل فقط فاتورة ترهق الجيوب.
وقال أوزين حينها إن هذا التعبير الشعبي هو في جوهره مرآة لفقدان الثقة، ليس فقط في المنظومة الصحية، وإنما في قدرة الدولة على توفير أبسط شروط الحياة الكريمة للمواطنين.
وحذّر أوزين من خطورة تفشي مشاعر التهميش وسط فئات واسعة، مؤكدا أن شرارة الحركات الاجتماعية التي ظهرت في سلا والفنيدق وغيرهما ليست سوى رسائل واضحة تستوجب إنصاتا عاجلا من طرف الحكومة، مشيرا إلى أن الشباب المغربي لم يعد يصدق الشعارات الرسمية، لأنه يواجه واقعا عنوانه الهروب من التعليم ومن فرص العمل ومن العلاج.
واستعرض أوزين خلال ذات المداخلة عددا من الأعطاب البنيوية التي تعصف بالقطاع الصحي، بدءا من النقص الحاد في الموارد البشرية، مرورا بتراجع التجهيزات، وصولا إلى التخبط في المشاريع التي تنفذ، على حد قوله، من دون تخطيط أو رؤية شمولية.



