ما نخسره من الماء يُمكن لسد واحد أن يعوضه! – الصحيفة

admin14 سبتمبر 2025آخر تحديث :
ما نخسره من الماء يُمكن لسد واحد أن يعوضه! – الصحيفة


سجلت صادرات المغرب من البطيخ الأحمر إلى الاتحاد الأوروبي ارتفاعا غير مسبوق خلال النصف الأول من عام 2025، لتبلغ 130.600 طن ما بين يناير ويونيو، بزيادة قدرها 53,4 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفق معطيات منصة “Euroestacom” الأوروبية، التي نقلتها تقارير إسبانية.

وحسب المصادر نفسها، فإن المغرب عزز موقعه كثاني أكبر مزود للسوق الأوروبية بحصة تقارب 19 بالمائة، فيما تراجعت إسبانيا، المزود الأول، بأكثر من 42 بالمائة بسبب تداعيات الجفاف، الأمر الذي يعكس الصعود الكبير للمغرب كأحد أبرز مصدري البطيخ الأحمر إلى أوروبا.

وعلى مستوى القيمة المالية، كشف المصادر ذاتها، أن عائدات الصادرات المغربية تجاوزت 162 مليون أورو، متفوقة على إسبانيا التي حققت 153 مليون أورو فقط، مستفيدة -أي الصادرات المغربية – من متوسط سعر بيع أعلى بلغ 1,24 أورو للكيلوغرام مقابل 1,02 أورو للكيلوغرام للبطيخ الإسباني.

ويتزامن هذا النجاح المغربي في تصدير فاكهة البطيخ الأحمر إلى أوروبا، مع  جدل داخلي حول الأثر المائي لزراعة البطيخ الأحمر، التي تعتبر من الزراعات الأكثر استهلاكا للمياه، حيث توجه انتقادات عديدة للحكومة المغربية ونموذجها الفلاحي الذي يركز على التصدير، خاصة المنتوجات التي تستنزف الفرشة المائية بشكل كبير، في وقت يعاني المغرب من تداعيات الجفاف المتراكم منذ عدة سنوات

 غير أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش دافع عن هذا النموذج الفلاحي الذي يتبناه، حيثال قال خلال مقابلة إعلامية مع القناتين الأولى والثانية الأربعاء الأخير، إن”ما يُقال إن نموذجنا الفلاحي يستنزف الماء هو صورة نمطية، ففلاحتنا لا تستهلك أكثر من 500 مليون متر مكعب، بينما ما نستوره من القمح وباقي المنتوجات يصل إلى 2 مليار متر مكعب، وبالتالي فالمعادلة في صالح المغرب فيما يخص الماء.”

وأضاف أخنوش أن عائدات الصادرات المغربية من الخضر والفواكه بأسعارها الحالية “أكثر أهمية بكثير من قيمة القمح الذي نستورد”، مشيرا إلى أنه “لا يوجد أي مشكل في اختياراتنا الفلاحية، لأن 500 مليون متر مكعب من الماء يمكن أن يوفرها سد واحد فقط” حسب تعبيره.

غير أن أخنوش في ذات اللقاء، اعترف بأن المغرب في حاجة إلى التساقطات المطرية لتحقيق ذلك، معربا عن أمله أن تكون هذه السنة، سنة ممطرة، وهو ما دفع بالكثير من المتتبعين إلى اعتبار أن كلامه حول النموذج الفلاحي ومحاولة فصله عن النقاش الدائر عن الماء، يشوبه التناقض.

ويرى الكثير من الخبراء، أن اعتماد المغرب على نموذج فلاحي يركز على المزروعات التي تحتاج إلى الماء بشكل كبير، مثل البطيخ الأحمر والأفوكا، من أجل التصدير في وقت تعرف فيه البلاد جفافا متراكما، هو أحد أبرز المشاكل المتعلقة بالماء، ولا يمكن تجاهل ذلك.

وكان الخبير الفلاحي العربي الزكدوني قد شدد في تصريح لـ”الصحيفة” على أن المغرب يجب يعيد النظر في نموذجه الفلاحي ونموذجه الاستهلاكي، معتبرا أن النموذج الفلاحي القائم حاليا على التركيز على المنتوجات الفلاحية الموجهة للتصدير، والتي تستنزف الموارد المائية، يشكل خطرا وتهديدا كبيرا على مستقبل البلاد.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة