مبادرة مدنية مغربية مصرية في جنيف تميط اللثام عن واقع الأطفال في مخيمات تندوف

admin17 سبتمبر 2025آخر تحديث :
مبادرة مدنية مغربية مصرية في جنيف تميط اللثام عن واقع الأطفال في مخيمات تندوف


احتضنت جامعة SSBM بجنيف ورشة عمل دولية بعنوان “الشباب من أجل السلام: المناصرة والتعاون مع الأمم المتحدة، وهو الحدث الذي نُظم بمبادرة من فاعلين في المجتمع المدني المغربي، خاصة من الأقاليم الجنوبية، وبشراكة مع منظمة مصرية دولية كبرى وعدد من شبكات المجتمع المدني العالمية، لوضع الطلبة في قلب النقاشات المرتبطة بالتحديات الراهنة لبناء السلام وتعزيز الأمن الإنساني.

النقاشات التي شهدتها الورشة ركزت على أهمية تجاوز النظرة التقليدية إلى الشباب باعتبارهم مجرد مستفيدين من السياسات العمومية المتعلقة بالسلام، والانتقال إلى إدماجهم كشركاء أساسيين في صياغة القرار، وجرت الإشارة إلى أن إشراكهم في بلورة السياسات العامة، والوقاية من النزاعات، وتكريس الحوار والمصالحة، والتصدي للتطرف العنيف، يشكل مدخلاً محورياً لترسيخ الاستقرار على المدى البعيد.

وطُرحت خلال الورشة مجموعة من القضايا المستعجلة، من أبرزها تجنيد الأطفال في مناطق الساحل والصحراء والحاجة الماسة لإعادة إدماجهم اجتماعيا وتربويا، كما لم يغب عن النقاش ملف الانتهاكات المسجلة في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، حيث جرى التنديد باستغلال القاصرين كجنود في خرق صارخ للمواثيق الدولية.

وامتد النقاش أيضاً إلى سبل دعم المتضررين من النزاعات على المستويين التعليمي والاقتصادي، وتفكيك الجماعات المسلحة في القارة الإفريقية، مع التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذه التحديات، إلى جانب التصدي لخطاب الكراهية والمحتويات المتطرفة على المنصات الرقمية.

وفي ختام اللقاء، خرج المشاركون بجملة من التوصيات أبرزها الدعوة إلى إنشاء منصة حوار دائمة بين الشباب والأمم المتحدة، وإطلاق برامج تكوينية متخصصة في مجال مكافحة التطرف وخطاب الكراهية، فضلاً عن دعم مشاريع إعادة إدماج الأطفال الذين تأثروا بالنزاعات المسلحة، كما جرى التشديد على أن الجامعات ومراكز البحث مدعوة إلى لعب دور رئيسي في تأهيل الأجيال الصاعدة لتكون وسيطاً فاعلاً في عمليات إحلال السلام.

المشاركة المغربية، وخصوصا من الأقاليم الجنوبية، أضفت بُعدا خاصا على النقاش، إذ أبرزت تجربة المملكة في مجالات بناء السلام والتنمية المستدامة، فيما أسهم حضور المنظمة المصرية ذات البعد الدولي في إعطاء اللقاء طابعاً عالمياً، من خلال ربط الطلبة والمجتمع المدني بشبكات دولية وبأفضل الممارسات العالمية.

وبالنسبة لطلبة جامعة SSBM، فقد شكلت الورشة فرصة استثنائية للتفاعل المباشر مع آليات حفظ السلام الأممية، واستلهام مبادرات عملية قابلة للتنزيل في السياق الأكاديمي، كما حملت هذه التظاهرة رسالة قوية مفادها أن الشباب، بدعم من المجتمع المدني المغربي والمصري، يمثلون قوة تغيير حقيقية قادرة على المساهمة الفعلية في بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً، مع إعلاء صوت الضحايا والتنديد بانتهاكات حقوق الإنسان، خاصة تلك المرتكبة في مخيمات تندوف.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة