محمد بوزكو يخرج الدراما الأمازيغية من عباءة الجبل إلى قلب المدينة

admin15 نوفمبر 2025آخر تحديث :
محمد بوزكو يخرج الدراما الأمازيغية من عباءة الجبل إلى قلب المدينة


انطلق تصوير مسلسل تلفزيوني جديد بعنوان “وردة في الظل”، من إنتاج القناة الثامنة، تحت إشراف المخرج محمد بوزكو، الذي اختار هذه المرة أن يقدم عملا دراميا مختلفا عن السائد في الإنتاجات الأمازيغية، من خلال قالب عصري يبتعد عن الصورة النمطية التي لطالما ربطت الأمازيغ بالعالم القروي والحياة البدوية.

ويهدف بوزكو، من خلال هذا العمل الجديد، إلى عكس الواقع الحديث لحياة الأمازيغ اليوم، عبر شخصيات وفضاءات حضرية تعبر عن تنوع المجتمع الأمازيغي، وتكسر الصورة التقليدية التي طالما حصرت الأمازيغي في صورة “القادم من الجبل” أو “الفلاح البسيط”.

ويضم المسلسل في بطولته مجموعة من الوجوه الفنية، من بينها فاروق أزنابط، وشيماء بلمهدي، مازيليا عباسي، عبد الله أنس، وإكرام الحجازي، إلى جانب ثلة من الممثلين الشباب الذين يشاركون في العمل.

ويأتي هذا المشروع في سياق النقاش الدائر حول هيمنة النمط القروي على الدراما الأمازيغية، إذ يرى عدد من النقاد أن كثيرا من هذه الأعمال ما تزال أسيرة الرؤية التقليدية في الشكل والمضمون، سواء من حيث الديكورات والملابس أو المواضيع المطروحة.

ويرى الصحفي والناقد الفني والسيناريست محمد بلال أن استمرار تقديم الأمازيغي في الدراما المغربية داخل قالب النمط القروي والبدوي يعود إلى تراكمات تاريخية وثقافية وإعلامية، إذ ساهمت وسائل الإعلام منذ عقود في ترسيخ صورة محدودة عنه باعتباره قادما من الجبل أو مقيما في البادية، رغم حضوره القوي في المدن والمجالات الاقتصادية والفكرية والسياسية.

ويعتبر بلال في تصريح لجريدة “مدار21” أن الدراما الشعبية والقوالب الجاهزة عمقت هذه النظرة، لأن كثيرا من المخرجين والكتاب يختارون الصورة النمطية لسهولة إيصالها إلى الجمهور، مما جعل الشخصية الأمازيغية تُختزل غالبا في صورة الفلاح البسيط أو الراعي، بينما الأمازيغي حاضر في كل الفئات الاجتماعية والمهنية.

ويشير إلى أن قلة الإنتاجات التي تُبرز التنوع الحقيقي للمجتمع الأمازيغي، إلى جانب تصوير أغلب الأعمال في مناطق ريفية، ساهم في تعزيز هذه الصورة، كما أن السياسات الإعلامية أسهمت في تهميش الهوية الأمازيغية الحضرية وإبعادها عن المشهد العصري.

ويرى بلال أن تجاوز هذه الصورة يتطلب وعيا جماعيا لدى الكتاب والمخرجين والمنتجين، وإرادة فنية لإعادة تشكيل الشخصية الأمازيغية في صورتها المتكاملة، لتقدم كطبيب، ومهندس، ورجل أعمال، ومثقف، وليس فقط كفلاح أو راعٍ، مؤكدا أن الدراما الأمازيغية بدأت تدريجيا في تفكيك هذه الصورة النمطية منذ الثمانينيات، عبر أعمال أكثر تنوعا من حيث الشكل والمضمون، رغم بقاء بعض الاستثناءات.

وكان محمد بوزكو أشرف على كتابة مسرحية “انشراف”، التي استفادت من دعم وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، ضمن برمجة موسم 2025-2026، تقدمت به شركة “ريف للإنتاج” بمدينة الناظور، بقيمة 190 ألف درهم.

وهذا العمل من إخراج سعيد ظريف، ويشارك فيه كل من فاروق أزنابط، وهيام لمسيسي، ومسين أزنابط، وتولى مهمة الإضاءة إلياس بوزكو، فيما أنجز السينوغرافيا ياسين بوقراب، بينما تكفلت مريم السالم بتسيير الإدارة التقنية والتوثيق، وأشرف ميمون بلعربي على المحافظة العامة للعرض.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة