زنقة 20 ا الرباط
بعد الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز والمناطق المجاورة في شتنبر 2023، لم تقتصر جهود الدولة المغربية والحكومة على التدخلات الإنسانية العاجلة، بل امتدت لتشمل إعادة الإعمار الشامل، خاصة في قطاع التعليم، الذي يعد شريان الحياة لمستقبل الأجيال الصاعدة.
وفي عمق جبال الأطلس، وتحديدًا في القرى المتضررة، بدأت تظهر معالم جديدة لمرحلة ما بعد الكارثة: مدارس حديثة، جميلة، وآمنة، شُيّدت مكان البنايات المتهالكة التي لم تصمد أمام قوة الزلزال.
المدارس الجديدة ليست مجرد مبان إسمنتية، بل صروح تعليمية تم تصميمها وفقا لمعايير هندسية مقاومة للزلازل، تراعي البيئة الجبلية والتقاليد المحلية، واجهاتها مستلهمة من المعمار الأمازيغي، وأقسامها مزوّدة بكل التجهيزات اللازمة لتوفير بيئة تعليمية محفّزة وآمنة.
كما تم تجهيز بعضها بألواح طاقية شمسية ومرافق صحية لائقة وساحات للأنشطة الرياضية، في خطوة تهدف إلى رد الاعتبار للمدرسة القروية ودمجها في الرؤية الوطنية للتنمية.
وتأتي هذه المشاريع في إطار التعليمات الملكية السامية التي دعت إلى إعادة الإعمار بسرعة وبجودة عالية، مع التركيز على القطاعات الحيوية.
وقد ساهمت السلطات المحلية، ووزارة التربية الوطنية، وعدد من المؤسسات العمومية والخاصة، إضافة إلى الجمعيات المدنية، في تحقيق هذا الورش التنموي.
وتمثل هذه المشاريع التعليمية في جبال الحوز نموذجًدا للتنمية المستدامة بعد الكوارث، ورسالة قوية بأن الاستثمار في الإنسان يظل أولوية في السياسات العمومية المغربية.





