زنقة 20 / خالد أربعي
كشف أوليفييه أندرياس، المدير العام لمجموعة سافران الفرنسية، أن المشروع الضخم الذي أطلقه جلالة الملك مؤخرا بإقليم النواصر قرب الدار البيضاء يشمل وحدة لتجميع محركات الطائرات، وهو الأول من نوعه خارج فرنسا في تاريخ المجموعة.
أندرياس و خلال مقابلة مع قناة BFM Business الفرنسية، أشاد بـ”الدينامية الصناعية الكبيرة التي يشهدها المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس”، مؤكداً أن قرار التوسع في المملكة يعكس استراتيجية سافران لتعزيز مرونتها الصناعية وتقليل المخاطر في سلاسل التوريد.
وقال المدير العام للمجموعة الفرنسية العملاقة : “لدينا منذ سنوات استراتيجية تقوم على مبدأ الصمود الصناعي، أي أننا لا نريد أن نكون معتمدين على مصدر واحد أو نقطة ضعف واحدة في سلسلة الإمداد”.
وأضاف أن المجموعة كانت أمام خيارين: توسيع منشآتها ضواحي باريس، أو الاستثمار في بلد آخر، ليقع الاختيار على المغرب بصفته “شريكاً موثوقاً، يتميز بالاستقرار السياسي والاقتصادي، وبتوفر كفاءات بشرية مؤهلة وبنية تحتية عصرية”.
وأشاد أندرياس بالمناخ الاستثماري بالمغرب قائلاً: “المغرب بلد مليء بالمواهب، يتمتع بدينامية قوية وبنى تحتية حديثة ومدارس هندسة متميزة، فضلاً عن بيئة اقتصادية كلية مستقرة”.
ويأتي هذا المشروع الجديد ليعزز الحضور القوي لمجموعة سافران في المملكة، حيث تتوفر الشركة بالفعل على عدة فروع ومصانع تساهم في تطوير قطاع الطيران بالمغرب ، الذي أصبح أحد الركائز الصناعية الرئيسية، ويضم اليوم عشرات الشركات العالمية العاملة في تصنيع المكونات وتجميع الأنظمة الجوية.
ورغم تأكيده على مواصلة الاستثمار في فرنسا عبر إنشاء مصنع جديد لم يُخفِ المدير العام لسافران انتقاداته للبيئة الاستثمارية داخل بلاده، إذ كان قد صرّح في أبريل الماضي بأنه لن يستثمر مجدداً في مدينة تسيّرها أغلبية خضراء، بعدما واجهت الشركة انتقادات من منتخبين بيئيين في مدينة رين عقب إعلان مشروع فندري يوفر نحو 500 فرصة عمل.
و عبّر أندرياس عن أسفه لما وصفه بـ”العيش في فقاعة داخل فرنسا”، مضيفاً أن بعض الدول أصبحت أكثر إدراكاً لأهمية توفير بيئة جاذبة للاستثمار، على عكس فرنسا التي تنشغل – حسب قوله – كثيراً بالسياسات الضريبية على حساب خلق القيمة المضافة.
وقال أندرياس: “يبدو أننا في فرنسا ننسى أحياناً أن خلق القيمة يجب أن يسبق توزيعها. دول أخرى فهمت هذا الدرس وتعمل بسياسات أكثر انفتاحاً تجاه المستثمرين”.
مجموعة سافران تُعد من أبرز الفاعلين العالميين في مجال صناعة محركات الطائرات التجارية والعسكرية، وتشارك في إنتاج محركات الطرازين الأكثر انتشاراً عالمياً، إيرباص A320neo وبوينغ 737 ماكس، اللذين يملكان طلبيات كبيرة للسنوات المقبلة.
ويعكس اختيارها للمغرب استمرار ثقة الشركات الأوروبية الكبرى في القدرات الصناعية الوطنية، التي عززت مكانتها بفضل البنية التحتية الحديثة، والاستقرار السياسي، والرؤية الصناعية للمملكة.




