زنقة 20 | مراكش
تشهد مدينة مراكش، المعروفة بكونها إحدى أبرز الوجهات السياحية في المغرب ، ركودًا سياحيًا غير مسبوق خلال فصل الصيف، في مشهد يتناقض بشكل صارخ مع صورتها المعتادة كمدينة لا تهدأ.
فراغ ملحوظ في الساحات والأسواق، انخفاض ملحوظ في عدد الزوار الأجانب، وتراجع ملموس في الحركة داخل المطار هكذا يبدو وجه المدينة الحمراء في عزّ شهر غشت، الذي يُفترض أن يكون ذروة الموسم السياحي.
حرارة خانقة تدفع للهروب لا للزيارة
و بحسب مهنيين تحدثوا لموقع Rue20 ، فإن السبب الرئيسي وراء هذا الركود يعود إلى موجات الحرّ الشديدة التي تجتاح المدينة كل صيف، حيث تتجاوز درجات الحرارة في بعض الأيام حاجز 48 وحتّى 50 درجة مئوية.
هذه الظروف المناخية القاسية تدفع بالسياح، وأحيانًا حتى السكان، إلى اختيار وجهات أكثر اعتدالًا، سواء داخل المغرب (مثل أكادير، الصويرة)، أو خارج البلاد.
بنية تحتية لا تواكب الضغط
ورغم ما حققته مراكش من تطور عمراني وسياحي خلال السنوات الماضية، إلا أن بنيتها التحتية لا تزال محدودة أمام الضغط الكبير الذي تعرفه في الفترات الحارة. انقطاعات متكررة في الكهرباء، ضعف منظومة التكييف، مشاكل في توزيع المياه، وخدمات نقل عمومي غير مهيأة لتحمل الحرارة المرتفعة كلها عوامل تساهم في تفاقم الوضع بسحب فعاليات محلية.
يقول أحد العاملين في القطاع السياحي بالمدينة:”نلاحظ تراجعًا سنويًا في عدد الزوار خلال شهري يوليوز وغشت. الكثير من الفنادق تشهد معدلات إشغال ضعيفة.”
الأسعار… عامل طارد لا جاذب
إلى جانب الحرارة، تشتكي شرائح واسعة من الزوار المغاربة والمقيمين بالخارج من الارتفاع الصاروخي في الأسعار، خاصة في ما يخص الإقامة والمطاعم والخدمات. قصص متكررة عن فواتير مبالغ فيها، خدمات لا ترقى للسعر المدفوع، وتكلفة إجمالية تجعل من التجربة السياحية في مراكش خيارًا غير جذّاب في الصيف.



