زنقة 20 ا الرباط
يثير مشروع عقاري ضخم قيد الإنشاء على مستوى كورنيش مدينة طنجة جدلاً واسعاً وسط الفاعلين الثقافيين والحقوقيين، بسبب ما يشكّله من تهديد مباشر لـمدرسة وادي المخازن التاريخية، إحدى أبرز المعالم ذات القيمة الرمزية والتاريخية بالمدينة.
المشروع، الذي يتضمن إقامة أبراج شاهقة الارتفاع، يجاور بشكل مباشر المدرسة المذكورة، التي تعتبر من رموز المقاومة والتعليم الوطني، وهو ما دفع إلى طرح تساؤلات ملحة حول مدى احترام القوانين الجاري بها العمل، وعلى رأسها القانون 22.80 المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية.
وبحسب مقتضيات هذا القانون، يُفترض فرض محيط حماية لا يقل عن 100 متر من شعاع أي معلمة مصنفة، مع إلزامية إجراء دراسة التأثير على التراث قبل منح أي ترخيص للبناء، خصوصاً إذا تعلّق الأمر بمشاريع قد تغير من طابع المجال أو تهدد قيمته التاريخية والثقافية.
وفي هذا السياق، تتساءل فعاليات مدنية وجمعوية ، عن الجهة التي منحت الترخيص لبناء هذا المشروع العقاري وهل تم احترام المساطر القانونية المتعلقة بالملك العام الثقافي والإرتفاقات المرتبطة به وهل أُنجزت فعلا دراسة التأثير على التراث كما ينص عليه القانون؟.
وتضيف الأصوات المنتقدة أن ما يجري يُعد مساساً صارخاً بالذاكرة الجماعية لطنجة، وتهديداً صريحاً لإحدى أبرز المعالم التاريخية، في غياب توضيحات رسمية من الجهات المعنية، سواء على مستوى المجالس المنتخبة أو السلطات المحلية.
كما عبّرت هيئات حماية التراث عن تخوفها من تسليع المجال الثقافي والحضري، محذّرة من تكرار سيناريوهات سابقة تم فيها طمس معالم تاريخية لصالح مشاريع تجارية وعقارية دون اعتبار للقيمة الرمزية أو الأثر الحضاري.
