قال المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، الموساوي العجلاوي، إن ملف الصحراء المغربية يمر بمنعطف تاريخي كبير، مشيراً إلى أن الجزائر تحاول أن تفصل نفسها عن (تتخلص من) البوليساريو في هذه المرحلة نتيجة الزخم الدولي الكبير الذي يعرفه ملف الصحراء المغربية والدعم الكبير لمبادرة الحكم الذاتي.
واعتبر الأستاذ الجامعي المتخصص في العلاقات الدولية، عند مروره ضيفاً على برنامج “مع يوسف بلهيسي” الذي يبث على المنصات الرقمية لجريدة “مدار21″، مساء اليوم الأربعاء، أن “ملف الصحراء المغربية يمر من منعطف تاريخي كبير نتيجة تقاطع ظروف داخلية وأخرى خارجية لكي نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم”.
وأضاف العجلاوي أن “ما يهمنا من الناحية السياسية أن هناك مكسب كبير وهو أن الجميع يتحدث اليوم عن مبادرة الحكم الذاتي وانتصار عدد من الدول الكبرى له، بما فيه 3 دول أعضاء دائمين بمجلس الأمن وهم فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية”.
وأشار الأستاذ الجامعي أنه “حتى إسبانيا أبدت دعمها لهذا المقترح، وهي دولة ضمن مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية التي تتشاور معها الأمم المتحدة، خاصة مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش ومبعوثه الخاص، دي ميستورا”.
واعتبر العجلاوي أن هذا الزخم الذي يعرفه ملف الصحراء المغربية يعني أن الطرح الذي يأتي من الجهة الأخرة، والقائل بالاستفتاء المؤدي إلى الاستقلال أصبح متجاوزاً وبدون صدى داخل الأمم المتحدة.
وسجل المتحدث ذاته أن “هذا الطرح في الأصل هو طرح غير واقعي يحكم أن جميع الداعمين للحكم الذاتي يقولون أنه حل واقعي ومتوافق حوله وقابل للتطبيق”، مشيراً إلى أن “هذا يعني أن الطرح المقابل غير قابل للتطبيق”.
واستشهد المحلل السياسي بجزء من مضمون رسالة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، التي اعترف فيها بمغربية الصحراء، حينما قال إنه “يستحيل إقامة دولة مستقلة في الصحراء المغربية”.
وبخصوص الدعوة الجزائرية لعقد اجتماع عاجل بالأمم المتحدة بخصوص مشروع القرار الأمريكي في موضوع النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، أكد العجلاوي أن “سلوكات الجزائر تنم عن ارتباك في هرم السلطة خصوصاً تجاه الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة التطورات الأخيرة والتي من أهمها وجود لجنة تقنية بالداخلة من أجل فتح قنصلية أمريكية هناك”، مشيراً إلى أن “هناك تخوف جزائري من الضغط الأمريكي من أجل الدخول في المبادرة المغربية”.
وفي هذا الصدد، أوضح الخبير في العلاقات الدولية أنه “الظاهر اليوم أن الجزائر تحاول أن تفصل نفسها عن البوليساريو في هذه المرحلة”، مضيفا أن “دعوتها لاجتماع عاجل بالأمم المتحدة بمجلس الأمن تسوق من خلاله أنها تتثير النقاش بين الطرفين وليس الأطراف”.
وتساءل العجلاوي “كيف يمكن أن نثق في خطاب القيادة الجزائرية كونها ليست طرفا في النزاع وهي تسحب سفراءها في إسبانيا وفرنسا؟”، متابعاً أن “دولة تطلب 23 تعديلاً على مشروع القرار الخاص بالسنة الماضية لا يمكن إلا أن تكون طرفا في هذا النزاع حول الصحراء المغربية”.
واعتبر المتحدث ذاته أن “الخيار المطروح أمام الجزائر بعد كل هذه التطورات هو عدم المشاركة في جلسة التصويت بالقبول على القرار الأمريكي غير مقبول وخيار الامتناع سيورطها بحكم يعني غياب التوافق حول الشكل والصياغة مقابل قبول المضمون كما هو الحال عند الروس”.



