في تطور جديد لقضية الهجوم المسلح الذي استهدف عمال شركة صينية تعمل جنوب الجزائر على مد خط السكك الحديدية إلى منجم الحديد “غار اجبيلات” المشرفة أعلنت جبهة “البوليساريو” أنها تمكنت، أمس الثلاثاء من استرجاع سيارة رباعية الدفع من نوع “تويوتا هيلوكس” كانت في حوزة العمال المستهدفين.
وبحسب المصدر ذاته، فقد باشرت الجبهة الانفصالية التي تتخذ من جنوب الجزائر مقرا لها، البحث عن السيارة المفقودة ومكان تواجدها إلى أن تم العثور عليها مع اعتقال شخص، فيما لا تزال الأبحاث متواصلة لتوقيف باقي المشتبه فيهم المتورطين في هذه الجريمة.

والمثير في نشر جبة “البوليساريو” الخبر أن الأمن الجزائري ليس من أعلن عن اعتقال أحد المشتبهين واسترجاع السيارة المسروقة، بل عناصر الجبهة، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل حول من يحكم “تيندوف” ومناطق شاسعة من الجنوب الجزائري.
وتأتي هذه المستجدات في وقت يثار فيه كثير من الجدل حول الانفلات الأمني الذي تشهده منطقة تندوف، وما يطرحه من تهديدات مباشرة لمشروع “غار جبيلات”، فضلا عن المخاطر المحدقة بالعمال الأجانب، خصوصا الصينيين، الذين يشرفون على ورش ضخم تراهن عليه الجزائر لإنعاش اقتصادها وتثمين ثرواتها المنجمية.
ورغم إعلان استرجاع السيارة وتوقيف أحد المتورطين، إلا أن الحادثة ما زالت تلقي بظلالها على قدرة السلطات الجزائرية وجبهة البوليساريو في ضبط الوضع الأمني في محيط المخيمات، خاصة وأن مسار السيارة المسروقة مرّ عبر نقاط مراقبة دون اعتراض، وهو ما يعزز الشكوك حول وجود ثغرات أمنية خطيرة أو حتى احتمالات تواطؤ.
وكان الهجوم الذي نفذته عصابة مسلحة قد استهدف في وقت سابق عمالا تابعين للشركة الصينية المكلفة بإنجاز مشروع السكة الحديدية بين تندوف وغار جبيلات، حيث تمت سرقة سيارة “تويوتا هيلوكس” تحت التهديد بالسلاح، في حادثة هزت الرأي العام وأعادت إلى الواجهة أسئلة محرجة حول الوضع الأمني في المنطقة.

وكانت تقارير إعلامية قد أكدت أن السيارة المسروقة شوهدت وهي تمر عبر عدد من نقاط المراقبة الأمنية باتجاه مخيم السمارة دون اعتراض، ما أثار علامات استفهام حول فعالية التنسيق الأمني، بل وأعاد الجدل بشأن احتمالات وجود تواطؤ أو تقصير من جانب جبهة البوليساريو التي تتولى عمليا تدبير المنطقة.
وكان هذا الحادث قد أحرج السلطات الجزائرية، خاصة في ظل حساسية المشروع الذي تراهن عليه الدولة لإحياء مناجم الحديد في غار جبيلات باعتباره مشروعا اقتصاديا استراتيجيا، غير أن الانفلات الأمني الأخير ألقى بظلال من الشك على قدرة الجزائر في طمأنة شركائها الأجانب، وعلى رأسهم الصين، التي تتابع باهتمام بالغ مصير استثماراتها ومصير عمالها في بيئة محفوفة بالمخاطر.



