وسط أجواء احتفالية تليق برموز الفن المغربي، تحول تكريم الممثلة راوية في الدورة الـ22 من مهرجان مراكش الدولي للفيلم إلى لحظة اعتراف جماعي بمسار فني استثنائي امتد لعقود، إذ أجمع فنانون ممن رافقوها في مسيرتها على أن هذا التتويج ليس مجرد محطة عابرة، بل هو تقدير مستحق لفنانة تركت بصمتها في ذاكرة السينما المغربية، وشكلت مدرسة في الالتزام والعطاء.
لا ترى الممثلة راوية أن تكريمها في مهرجان مراكش جاء متأخرا، مؤكدة أن “كل شيء يأتي في موعده”، معربة عن اعتزازها وفخرها وسعادتها بهذا التقدير خلال الدورة الـ22 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
وقال الممثل عبد الإله عاجل في تصريح لجريدة “مدار21″ إنه يعتبر نفسه محظوظا بالاشتغال إلى جانب راوية في عدة أعمال خلال الثمانينات وما بعدها، واصفا إياها بـ”المواظبة والملتزمة والعاشقة للفن حتى النخاع”.
وأضاف أن هذا التكريم مستحق، وكان ينبغي أن يكون من نصيبها دون غيرها، موجها شكره لإدارة المهرجان التي التفتت إلى هذه “الأيقونة والسيدة الشامخة”.
ومن جهته، عبر الممثل سعيد باي عن سعادته بهذا التكريم، مؤكدا أن راوية تستحقه بجدارة، مضيفا: “أعتقد أن هذا التكريم سيكون انطلاقة جديدة لها، وسيمنحها دفعة للاستمرار والعطاء والإبداع في أدوار جديدة، وحضرت لأدعمها وأشجعها، وأتمنى لها مسيرة طويلة في عالم السينما”.
أما الممثلة بديعة الصنهاجي فترى أن تكريم راوية لم يأت متأخرا، إذ “لكل فنان موعده المناسب مع الاعتراف”.
وأوضحت في تصريحها للجريدة أن راوية قدمت أعمالا كثيرة وتعد فنانة مجتهدة وشغوفة، ما يجعل هذا التتويج في وقته الأنسب.
وتؤكد الفنانة أمال التمار أن التكريم لا يرتبط بزمن محدد، قائلة: “الاعتراف يأتي ليعيد الاعتبار في أي وقت، وأكبر تكريم يظل هو حب الجمهور”.
وأضافت في حديثها للجريدة: “راوية تستحق كل هذا الاحتفاء، لأنها محبوبة وتشخص أدوارها بإخلاص وانغماس كبيرين، وأبارك لها هذا التكريم”.
ومن جانبه، أوضح الفنان منصور بدري أن المجال الفني لا يُقاس بالسن أو التوقيت، معتبرا أن راوية تستحق التكريم “بمسارها وبإنسانيتها أيضاً”.
وقال في إشادته براوية: “أكون سعيدا بالاشتغال معها لأنها محترفة وتحب تقاسم المعرفة والنجاح”.
وأشاد الممثل سعد موفق هو الآخر بمسار راوية، مؤكدا أنها “تستحق التكريم منذ وقت طويل”، لما تتمتع به من كفاءة عالية ومسار فني زاخر بالعطاء، مضيفا: “شرف لنا جميعا أن نرى راوية تُكرم”.
وقالت الفنانة فاطمة الزهراء الجوهري إنها تحمل ذكريات كثيرة مع راوية منذ أيام حضورها لأفلامها في قاعات السينما، قبل أن تشتغل معها لاحقا، مؤكدة أنها تعلمت منها الانضباط والتفاني والعمق والقوة في الأداء.
أما الممثلة ساندية تاج الدين فوصفت راوية بـ”السيدة المبدعة والقوية” التي قدمت الكثير للفن المغربي، مؤكدة أن تكريمها “مستحق، والتكريم لا يرتبط بوقت محدد”.
واختارت إدارة المهرجان تكريم هذه السنة أيضا حسين فهمي، وجودي فوستر، وغييرمو ديل تورو، إذ خصص لكل منهم عرض لمجموعة من أبرز أعماله في قصر المؤتمرات، وسينما كوليزي، ومتحف إيف سان لوران بمراكش.
وتشهد برمجة الدورة الثانية والعشرين مشاركة 82 فيلما من 31 دولة، من بينها 14 فيلما في المسابقة الرسمية، التي يحضر فيها المغرب بفيلم “خلف أشجار النخيل” لمريم بن مبارك، إلى جانب أعمال تتناول قضايا سياسية واجتماعية وإنسانية من تايوان ونيجيريا وجنوب إفريقيا وأستراليا وغيرها.



