في مدينة أصيلة، أسدل الستار اليوم الأحد على «الخيمة الإبداعية» التي خُصصت لتكريم روح مؤسس منتدى أصيلة، الراحل محمد بن عيسى، ضمن فعاليات الموسم الثقافي للمدينة.
على مدى ثلاثة أيام، تداول أكثر من سبعين كاتبا وباحثا وإعلاميا شهاداتهم في الرجل، مستعيدين صلته بهم وما تركه من أثر في الفكر والثقافة والعمل العام.
وفي الجلسة الختامية قال المفكر العراقي الكاتب عبد الحسين شعبان، إنه تعرف على محمد بن عيسى في أواخر تسعينيات القرن الماضي، مستطردا: «نحن في هذه الجلسة لا نقول وداعا لمحمد بن عيسى بل اشتياقا له..».
وأضاف أن بن عيسى «اجتمعت في شخصيته رمزيات كثيرة؛ من فضاء الذاكرة إلى فضاء المكان والدبلوماسية والثقافة إلى فضاء السياسة والإدارة».
وأشار إلى أن بن عيسى «حاول أن يكون جسرا بين المغرب العربي والمشرق العربي من جهة، ومن جهة بين أمريكا اللاتينية وأوروبا والعالم العربي وأفريقيا».
من جهتها قالت الصحفية المغربية فاطمة نوك: « أجدني اليوم بعد كل هذه السنين ومواكبة المنتدى عن قرب في موقف صعب ومؤلم؛ دون أن يكون بن عيسى في صدر القاعة مرشدا ومعقبا ومناقشا ومتبسما».
وأشارت إلى أنها كانت من الأشخاص الذين تعرفوا عن قرب على بن عيسى، مضيفة: «كنت تشعر وأنت تجلس أمامه أنك أمام رجل شمولي توحد فيه ما تفرق في غيره؛ خبرات على معرفة وثقافة ووعي وفكر..».
وقال الأمين العام لمنتدى أصيلة حاتم البطيوي، إن ما قدمه المتدخلون كان «عزاء للجميع ودفعة قوية وطاقة إيجابية».
وأضاف البطيوي أن وجود كل هذه الأسماء والشخصيات، يدفعهم «نحو كسب المزيد من الثقة في المضي قدما، ليبقى الموسم كما كان دائما».
وعقب رفع الجلسة، توجّهت الوفود إلى ضريح الراحل في قلب المدينة العتيقة، حيث خيّم صمت مهيب، لم يقطعه سوى ترحّم ودموع المشاركين.





