أعاد حادث اختطاف ستة سائقين سنغاليين في منطقة “كايس” بمالي، القلق إلى الواجهة بشأن سلامة سائقي الشاحنات المغاربة الذين يعبرون بانتظام ممرات الساحل وغرب إفريقيا، حيث تشكل الهجمات والاعتداءات المسلحة تهديدا دائما لأنشطتهم التجارية وحياتهم.
ورغم أن السائقين السنغاليين أُطلق سراحهم بعد أيام قليلة، فإن الهجوم المسلح على قوافل النقل الدولي يعكس تهديدا مباشرا للتجارة والأمن في المنطقة بأسرها، بحسب ما أكدت نقابة الاتحاد الوطني لسائقي الشاحنات بالسنغال.
وأفاد موقع (APANews) المتخصص في نقل الأخبار من مختلف مناطق القارة الافريقية، أن النقابات المهنية في المغرب دعت الحكومة إلى فتح مفاوضات عاجلة مع دول الساحل لإرساء آلية لمرافقة القوافل التجارية بحماية مسلحة، قد تُسند في جزء منها إلى وحدات الدرك المحلي.
وتشير التقديرات – بحسب المصدر ذاته – إلى أن نحو 1650 شاحنة مغربية تعبر شهريا طرق الساحل باتجاه أسواق غرب إفريقيا، مع ارتفاع ملحوظ في وتيرة التنقل خلال فصل الصيف، حيث شدد مصطفى الشاعون، رئيس الاتحاد الإفريقي للنقل واللوجستيك، على ضرورة انخراط الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بشكل أكبر في جهود تأمين الممرات التجارية.
كما طُرحت حلول استراتيجية لتجاوز المخاطر القائمة، من أبرزها مشروع فتح معبر حدودي جديد يربط مدينة السمارة بالصحراء المغربية بمنطقة بئر مغرين في موريتانيا، بما يتيح للقوافل تفادي أخطر محاور العبور، غير أن المشروع لا يزال في طور الإعداد، ومع استمرار حوادث الاختطاف، تبقى الحاجة ملحة إلى مقاربة إقليمية ودولية مشتركة لتأمين النقل البري عبر منطقة الساحل.
وتتعزز هذه المخاوف باستحضار واقعة مماثلة شهدها مطلع العام الجاري، حين تعرض أربعة سائقين مغاربة للاختطاف في بوركينا فاسو على يد مجموعة مسلحة مرتبطة بما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في الساحل، قبل أن يتم الإفراج عنهم في عملية معقدة جاءت ثمرة تنسيق استخباراتي وأمني محكم بين الأجهزة المغربية ونظيرتها المالية، وهو ما أظهر في حينه حجم المخاطر المحدقة وأهمية التعاون الإقليمي والدولي لتأمين طرق الإمداد وحماية السائقين.
وكانت السلطات المالية، قد أعلنت بداية غشت المنصرم، عن نجاح عملية أمنية خاصة أسفرت عن تحرير أربعة سائقي شاحنات مغاربة كانوا محتجزين لدى تنظيم “داعش” في منطقة الساحل منذ يناير الماضي.
وأوضح بيان رسمي للحكومة المالية في إبانه، أن السائقين اختُطفوا يوم 18 يناير 2025 بالمنطقة الحدودية بين بوركينا فاسو والنيجر، حيث ظلوا لأكثر من ستة أشهر ونصف رهائن لدى ما يُعرف بـ”تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية الساحل”، الذراع الإقليمية لتنظيم داعش.
وأكدت باماكو أن العملية الأمنية تكللت بالنجاح بعد تحرير السائقين المغاربة سالمين، في خطوة وُصفت بأنها تعكس فعالية التنسيق الأمني وتنامي الجهود الإقليمية في مواجهة التنظيمات المسلحة.
ويُشار إلى أن منطقة الساحل الأفريقي ما تزال مسرحاً لتحديات أمنية معقدة، وهو ما يفرض تعزيز التعاون الدولي والإقليمي لضمان حماية المدنيين وتأمين حركة التجارة والنقل البري عبر هذه الممرات الحيوية.



