زنقة20| الرباط
أكد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، أن الفساد ما زال موجوداً، بل ازداد في السنوات الأخيرة للأسف الشديد، مشيراً إلى أن عدد المتابعات المسجلة في قضايا الفساد خلال الأربع سنوات الأخيرة بلغ رقماً قياسياً غير مسبوق في تاريخ البلاد، وشمل برلمانيين ومنتخبين وقضاة وموظفين وغيرهم.
وجاءت تصريحات نزار بركة خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات ملتقى الميزان للشباب 2.0، الذي جمع أكثر من 1500 شابة وشاب من مختلف جهات المملكة، بحضور عدد من وزراء الحزب وأعضاء اللجنة التنفيذية.
وأوضح بركة أن الفساد رغم محاصرته من قبل مؤسسات المراقبة والزجر، لا يزال مستمراً، لأن المشكل الحقيقي الذي يعانيه المغرب اليوم هو مشكل قيم، مضيفاً أن “المعقول أصبح أقل نجاحاً فيما المفسدون أصبحوا يُكرَّمون ويحظون بالتقدير”، داعياً إلى مراجعة منظومة القيم والعودة إلى القيم الإسلامية الأصيلة التي تشكل أساس النزاهة والعدالة في المجتمع.
ودعا الأمين العام لحزب الاستقلال عموم المواطنين والمواطنات إلى محاربة ثقافة “الهمزة” وثقافة الوصولية و”الفراقشية”، معتبراً أن هذه السلوكيات “تضر البلاد وتفقد الناس ثقتهم في وطنهم”، مؤكداً أن الحزب سيواصل مواجهة هذه المظاهر بكل حزم ومسؤولية.
وفي كلمته أمام الشباب، وصف نزار بركة الجيل الجديد بأنه “جيل الفتح المبين”، مستشهداً بالآية الكريمة التي استند إليها جلالة الملك محمد السادس في أحد خطاباته السامية: “إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً”، معتبراً أن هذه المرحلة تمثل فتحاً جديداً في مسار الوطن، ينتقل فيها المغرب من الدفاع والترافع إلى مرحلة البناء والسيادة والريادة.
ودعا بركة الشباب إلى الانخراط بثقة ومسؤولية في مسار التنمية الوطنية، وقيادة مغرب المستقبل في مجالات الحكم الذاتي، والاقتصاد الأخضر، والذكاء الصناعي، والعدالة الاجتماعية، مؤكداً أن “الزمن اليوم هو زمن الشباب والمبادرة لا الانتظار”.
واختُتمت فعاليات الملتقى، الذي ترأس جلسته الختامية الأمين العام، بتوصيات عملية ستشكل أرضية لـ “ميثاق الشباب” الذي سيقدمه الحزب في 11 يناير 2026، تزامناً مع الذكرى الـ82 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
إلى ذلك تميز الملتقى بمبادرة “مقهى السياسات التفاعلي”، التي جمعت الشباب بعدد من وزراء الحزب في حوار مباشر وصريح حول القضايا الراهنة، في تجربة تهدف إلى ترسيخ الثقة بين الشباب وصنّاع القرار وإحياء المدرسة الاستقلالية في مبادئها القائمة على الإنصات، والتفاعل، وربط المسؤولية بالمحاسبة.




