أثارت احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في العاصمة الإسبانية خلال المرحلة الأخيرة من سباق “لا فويلتا” للدراجات، والتي أدت إلى إلغاء المرحلة النهائية، موجة جدل سياسي حاد في إسبانيا، حيث وجه الرئيس السابق للحكومة الإسبانية، خوسي ماريا أثنار، انتقادات حادة إلى رئيس الحكومة الحالي بيدرو سانشيز، واصفا إياه بأنه “محفز للعنف”.
وفي تصريحات أدلى بها لقناة “Telecinco” الاسبانية، قال أثنار إن دعم سانشيز للمظاهرات المؤيدة للقضية الفلسطينية يندرج، بحسب رأيه، في إطار محاولة “لتغطية وضعه في ملفات الفساد”، مضيفا أن رئيي الحكومة الاسباني قد يكرر هذا النهج في مناسبات أخرى إذا رأى ذلك مناسبا.
وأوضح أثنار في التصريح ذاته أن هذا السلوك يشكل “انتهاكا خطيرا” ويعكس نهجا من “الشعبوية الفاسدة والمفتقرة للكفاءة”، بحسب تعبيره محذرا من أن الدعم المعلن للمتظاهرين خلال السباق قد يكون جزءا من استراتيجية تحويل القضايا المحلية إلى أزمات دولية لمصلحة سياسية شخصية.
وأشار أثنار إلى أنه، خلال فترة رئاسته للحكومة بين 1996 و2004، كان أول رئيس وزراء أوروبي يزور قطاع غزة ويطلع على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدا أن ذلك يمنحه موقفا متميزا للتعليق على المسائل الفلسطينية.
ودعا خوسي ماريا أثنار الحكومة الحالية إلى عدم احتكار التعبير عن مشاعر الضحايا، معبرا عن قلقه من أن “إسبانيا لم تعد دولة موثوقة”، في ظل مواقف يُنظر إليها على أنها مدح أو تقاعس عن الالتزامات الأمنية الدولية، بما في ذلك تجاه حلف شمال الأطلسي.
وتأتي هذه التصريحات في سياق تصاعد التوتر السياسي إثر الاحتجاجات التي شهدتها مدريد، والتي أسفرت عن إصابة 22 شرطيا واعتقال شخصين، وأجبرت المنظمين على إنهاء المرحلة الأخيرة من السباق قبل موعدها.
الحكومة الإسبانية دافعت عن حق المتظاهرين في التعبير عن موقفهم من الأوضاع في غزة، بينما وجه زعيم حزب الشعب، ألبرتو نونيز فايخو، اتهامات لسانشيز بـ”تحفيز العنف”، محملا إياه المسؤولية المباشرة عن ما جرى.
من جانبها، وصفت رئيسة حكومة مدريد، إيزابيل دياز أيوسو، المشاهد التي شهدتها العاصمة بأنها “مشاهد كأنها من حرب ساراييفو”، زاعمة أن الصورة التي تعكسها الأحداث تشير إلى أن هناك “استهدافا للمجتمع اليهودي في العاصمة الإسبانية”.
