نظمت جمعية “فور موروكو”، نهاية الأسبوع الماضي، بمدينة طرفاية، هاكاثونا شبابيا مُخصصا للابتكار في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، احتفالا بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.
وعرف هذا الحدث، المنظم بشراكة مع المعهد المتخصص في الطاقات المتجددة بطرفاية، مشاركة عشرات الشباب من متدربي المعهد، إلى جانب فاعلين اجتماعيين واقتصاديين، لتبادل الأفكار والإقتراحات والحلول المبتكرة للتحديات البيئية والطاقية.
وأفاد بلاغ للمنظمين، بأن الفرق المشاركة عملت على تصميم مشاريع تكنولوجية مبتكرة تهدف إلى تحسين استخدام الموارد الطاقية، وتقديم حلول رقمية ذكية للمناطق النائية، بما ينسجم مع التوجه الوطني للانتقال الطاقي الأخضر.
وأبرز رئيس جمعية “فور موروكو” ياسين الريخ، في كلمة بالمناسبة أن تنظيم هذا الهاكاتون يأتي في إطار الرؤية الاستراتيجية للجمعية الرامية إلى تمكين الشباب المغربي من لعب دور فاعل في مسار الابتكار الوطني، خاصة في المجالات المرتبطة بالتحول الطاقي والذكاء التكنولوجي، تماشيا مع التحولات التقنية التي يعرفها العالم.
وأضاف الريخ أن هذه المبادرة تهدف إلى توفير منصة تفاعلية مفتوحة تجمع بين المعرفة الأكاديمية والخبرة الميدانية، حيث تمنح للشباب الفرصة لتطوير مشاريع عملية تجيب عن تحديات واقعية يواجهها المغرب في مجال الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة.
من جهته، أشار مدير المعهد المتخصص في الطاقات المتجددة بطرفاية، البشير سامي الصلح، إلى أن المعهد يدعم بشكل كامل هذا النوع من المبادرات، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من مهمة التكوين المهني والتقني، و يشكل جسرا حقيقيا بين التكوين الأكاديمي والابتكار العملي.
وقال: ” دورنا يتمثل في تهيئة بيئة مواتية لنجاح هذه الفعاليات من خلال توفير ورشات العمل والمختبرات والتجهيزات اللازمة، وإشراف الأساتذة المدربين على توجيه المشاركين طوال فترة الهاكاثون”.
وأضاف أن المتدربين يمكنهم المساهمة بشكل مباشر في مجالات مختلفة، تهم تصميم وتركيب نماذج أولية لأنظمة الطاقة الشمسية والضوئية، أو الريحية، وابتكار حلول تقنية تهدف إلى تحسين كفاءة الطاقة أو استعمال الطاقة في مناطق نائية، وكذا تحليل واستكشاف مواد جديدة أو أدوات تركيب مبتكرة في ميدان الطاقات المتجددة، وتقديم مقترحات تستجيب لإشكالية بيئية أو محلية في مدينة طرفاية أو الأقاليم الجنوبية، باستخدام التكوين الذي تلقاه المتدرب في المعهد.
وحسب البلاغ، فقد استعرض هذا الهاكاثون مجموعة متنوعة من المشاريع، والتي عكست روح الابتكار والالتزام بقضايا التحول الطاقي والاقتصاد الرقمي.
و اشتغلت الفرق الشبابية على ابتكار حلول عملية لمواجهة التحديات المرتبطة بترشيد استهلاك الطاقة، وتخزينها، وتثمين الموارد الطبيعية عبر توظيف التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي وأنترنت الأشياء.
كما ركزت بعض المشاريع على تطوير منصات رقمية ذكية لربط المستثمرين الشباب بالمجال الطاقي، وتعزيز الشمول الاقتصادي من خلال أدوات رقمية مبتكرة تساهم في خلق فرص شغل خضراء وتدعم التحول نحو اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والتكنولوجيا.
وفي ختام فعالية هذه التظاهرة، تم توزيع الجوائز على الفائزين الحاملين لمشاريع مبتكرة، والتي تميزت بإبداعها وأهمية حلولها في مجالات الطاقة المتجددة، والتحول الرقمي، والتنمية المستدامة.



