زنقة 20 / الرباط
وجه جلالة الملك محمد السادس في خطابه الأخير بمناسبة عيد العرش، ضربة قاصمة لأعداء الوحدة الترابية المتزمتين و الرافضين لأي حل توافقي ينهي صراع الصحراء الذي دام نصف قرن.
جلالة الملك قال في خطابه الذي صيغ بعناية وذكاء فائقين “نؤكد التزامنا بالانفتاح على محيطنا الجهوي وخاصة جوارنا المباشر في علاقتنا بالشعب الجزائري الشقيق.وبصفتي ملك المغرب فإن موقفي واضح وثابت؛ وهو أن الشعب الجزائري شعب شقيق، تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، وتربطهما أواصر اللغة والدين والجغرافيا والمصير المشترك”.
ويضيف جلالة الملك : “لذلك حرصت دوما على مد اليد لأشقائنا في الجزائر، وعبرت عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول؛ حوار أخوي وصادق حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين.وإن التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا، وقدرتنا سويًا على تجاوز هذا الوضع المؤسف.”.
و زاد جلالة الملك متحدثا عن الاعترافات الدولية المتتالية بمغربية الصحراء ، قائلاً : “بقدر اعتزازنا بهذه المواقف التي تناصر الحق والشرعية، بقدر ما نؤكد حرصنا على إيجاد حل توافقي لا غالب فيه ولا مغلوب يحفظ ماء وجه جميع الأطراف”.
هذه الفقرة بالتحديد من الخطاب الملكي، نالت إشادة الإدارة الأمريكية ، وعبرت عن انفتاح مغربي على إيجاد الحل فيما الجانب الآخر ظل يتمسك بقناعات أكل عليها الدهر وشرب.
المستشار الخاص للرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، أشاد بالخطاب الملكي ووصفه بالتاريخي و الذي خاطب فيه الشعب و القيادة الجزائريين، وتحدث فيه جلالته بوضوح عن تطلعه لحل لا غالب فيه ولا مغلوب ، في الوقت الذي يتمسك الجانب الآخر بمواقفه المتجمدة التي لا تتغير.
مستشار الرئيس الأمريكي وصهره في نفس الوقت، جدد في خروج تلفزيوني الدعم الذي عبرت عنه واشنطن، في مناسبات عدة، لسيادة المغرب على صحرائه ولمخطط الحكم الذاتي كـ”أساس وحيد من أجل حل عادل ودائم” لهذا النزاع الإقليمي.
و أبرز بولس الدعم الواضح والذي لا لبس فيه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يعترف بسيادة المملكة على صحرائها، مذكرا بأن واشنطن تعتزم قريبا فتح قنصلية أمريكية في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
كما اعتبر المستشار الأمريكي أن “الوقت قد حان لإيجاد حل نهائي ودائم” لهذا النزاع الإقليمي الذي يستمر منذ 50 سنة، مشيرا، في هذا الصدد، إلى المضمون “التاريخي” لخطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى عيد العرش، والذي عبر فيه جلالته عن “الالتزام الراسخ” للمملكة بسياسة اليد الممدودة للجزائر.
وذكر بولس بأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيناقش نهاية الشهر الجاري قضية الصحراء المغربية، مبرزا أن الولايات المتحدة تعمل مع “عدد كبير من الشركاء الأوروبيين” بهدف التوصل إلى حل نهائي وقائم على التوافق لهذا الملف على مستوى الأمم المتحدة.



