هل تلتقط الجزائر الإشارة بعد خطاب العرش؟ خبير لـRue20 : الملك محمد السادس يمد اليد من موقع القوة

admin30 يوليو 2025آخر تحديث :
هل تلتقط الجزائر الإشارة بعد خطاب العرش؟ خبير لـRue20 : الملك محمد السادس يمد اليد من موقع القوة


زنقة20 | عبد الرحيم المسكاوي

جدد جلالة الملك محمد السادس، أمس الثلاثاء، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربعه على عرش أسلافه المنعمين، دعوة صريحة ومباشرة إلى الجزائر من أجل فتح حوار مسؤول وبناء، في إطار سياسة اليد الممدودة التي ظلت حاضرة في مختلف الخطابات الملكية، رغم استمرار حالة الجمود بين البلدين.

الخطاب الملكي الذي أكد على تشبث المغرب بالحل التوافقي لقضية الصحراء المغربية من خلال مقترح الحكم الذاتي، عبر أيضا عن الاعتزاز المتزايد بالمواقف الدولية المؤيدة لهذا المقترح، والذي بات يحظى بدعم واسع من القوى الدولية الكبرى والمنظمات الإقليمية المؤثرة.

وفي قراءته لمضامين الخطاب، أكد طارق أتلاتي، رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، في تصريح لموقع Rue20، أن “الخطابات الملكية، بما فيها خطاب العرش لهذه السنة، تُكرّس باستمرار سياسة اليد الممدودة تجاه الجزائر، لكن بسياقات ومعانٍ تختلف حسب المرحلة”.

وأوضح أتلاتي أن السياق الحالي يتميز بتعزيز المغرب لموقعه الإقليمي والدولي، خاصة بعد تبني عدد من القوى العظمى لمبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي واقعي للنزاع المفتعل، مضيفا أن “المملكة تمد اليوم يدها للجزائر من موقع قوة، بعد أن حققت انتصارات دبلوماسية واضحة، في مقابل تراجع الجزائر على مستويات عدة، سواء في علاقاتها الثنائية أو داخل التكتلات الإقليمية والدولية.”

وقال أتلاتي: “حين نتحدث اليوم عن اليد الممدودة، فإنها تطرح من طرف منتصر، في ظل اختلال ميزان العلاقات الدولية لصالح المغرب، وهو ما يحمّل حكام الجزائر مسؤولية تاريخية في التقاط هذه الإشارات قبل حدوث ما وصفه بـ”الواقعة المجهولة الأبعاد والمحددات”.

وفي هذا السياق، أبرز أتلاتي التمييز الذكي الذي حمله الخطاب الملكي بين النظام الحاكم في الجزائر وبين الشعب الجزائري الشقيق، وهو تمييز يؤكد – بحسبه – أن المغرب لا يرى في الشعب الجزائري خصما، بل شريكا في التاريخ والمصير المشترك، تجمعه بالمغاربة روابط الجغرافيا والدين والثقافة.

كما شدد الخبير الاستراتيجي على أن “المغرب اليوم يمد اليد من موقع انتصار لا ضعف، وأن استمرار الجزائر في تجاهل هذه المبادرات لن يلحق الضرر بالمغرب، بل سيدفع الشعب الجزائري ثمن سياسات العزلة التي ينهجها نظامه.”

وختم أتلاتي بالقول: “المطلوب اليوم هو أن يتفاعل الشعب الجزائري مع الرسائل المغربية النبيلة، وأن يتحمل حكامه مسؤولياتهم التاريخية كاملة في توجيه مستقبل العلاقات المغاربية نحو المصالحة والتكامل، بدل الانغلاق والتصعيد”.





Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة