انتقد رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، ادريس السنتيسي، عددا من الاختلالات التي تطبع المشهد الحزبي المغربي، مفيدا أن هناك برلمانيين يهرولون خلف الوزراء من أجل قضاء مآربهم الخاصة، كما أن برامج الأحزاب باتت متشابهة، إضافة إلى تسابق الهيئات السياسية في سوق المنتخبين لاستقطابهم للانتخابات المقبلة.
وأكد السنتيسي، اليوم الأربعاء في ندوة حول تحولات الحقل الحزبي المغربي بكلية الحقوق السويسي، أن الفاعل الأكاديمي والجامعات المفروض اليوم أن تشارك الفاعل الحزبي في البحث عن الحلول من أجل الإصلاح الحقيقي، مشيرا إلى أننا أمام مقاربة صعبة جدا تتجلى في رغبة كل الأحزاب السياسية في التطهير والنزاهة والشفافية خاصة في الانتخابات، ولكن المعادلة الصعبة هي أنها كلها تسعى للظفر بالمرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة، متسائلا: “كيف يمكن التعامل مع هذا الوضع؟”، مشددا على أن الإصلاح لا يمكن أن يتم إلا بميثاق شرف بين الأحزاب.
وتأسف السنتيسي لتراجع دور الوساطة السياسية للأحزاب، مفيدا أن هناك “تدافعا ما بين الزعماء وتدافعا حول المناصب، إضافة إلى الولاءات والمال، وجميع الأمور التي قد لا تخطر على البال”، مشيرا إلى أشكال جديدة من الرشوة واستمالة الناخبين، معتبرا أن الأزمة بنيوية.
وتطرق رئيس الفريق الحركي لموضوع تمويل الأحزاب السياسية، معتبرا أنه غير كاف للتنظيم الحزبي، لأنه أحيانا يجب على الحزب أن يوفر بنية استقبال المنخرطين عوض الاكتفاء بالتسجيل عبر الموقع الإلكتروني، معتبرا أن هذا الأخير يناقض دور الأحزاب في التواصل مع المواطن والقرب منه.
واعتبر أن الأمر يهم حتى النقابات المغربية، التي تعرف استمرار نفس الوجوه، مضيفا أن “الأوزان الموجودة حاليا هي أوزان انتخابية، إذ من الصعب أن نتحدث عن صعوبة المساهمة الحقيقية بعمل سياسي وبدراسات حقيقية، إذ أصبح الجميع يبحث عن أكبر عدد من الأشخاص الذين لهم حظوظ انتخابية، والذين هم ليسوا جميعا فاسدين بالضرورة، مبرزا أن المواطن عليه أن يقوم بدوره في فضح الفاسدين، وأن يبدي اعتراضه على ترشحهم.
واعتبر أن المشاركة في هذه الجريمة بالسكوت يسفر عن برلمان يعيش متاعب، مشيرا إلى ضعف حضور النواب خلال مناقشة قانون المالية، متسائلا: “كيف يمكننا احترام الأحزاب السياسية إذا كان أعضاؤها بالبرلمان يغيبون عن مناقشة قوانين مهمة”.
وتأسف السنتيسي لوجود هرولة وسط القاعة الكبرى للبرلمان ووراء الوزراء بغض النظر عن حقائبهم، وذلك من أجل الدفاع عن مصالحهم، في حين لا نجد من يتكلم مع التلفزة أو الحضور في الندوات والأيام الدراسية.
وشدد على أنه على الأكاديميين أن يتحركوا وبقوة لاسترجاع ثقة المواطنين، لأن “همنا البحث عن مرشحين نظيفين وقادرين على التعبير”، موضحا أن هناك برلمانيين لم يسبق لهم الحديث ولا الحضور.
وبخصوص سوء فهم المقتضى الدستوري المتعلق بالفصل 47، اعتبر أنه مشكل حقيقي، لأن الكثيرين يجهلون الدستور، مضيفا أن الأحزاب السياسية مطالبة بأن تأتي بمشاريع مجتمعية جديدة، بدل حالة “النقيل” الموجودة بين الأحزاب التي جعلت البرامج والمشاريع متشابهة.
وأوضح السنتيسي أنه يجب تقديم بديل اقتصادي واجتماعي، مبرزا أن النموذج الاقتصادي الحالي وصل إلى حده، مما يستدعي البحث على حلول و”نلبسو على قدنا”، بل البحث عن برامج مستوردة تصعب علينا عملية التقدم.
وأردف أن هناك مشكل الثقة، موضحا أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت مرتعا للسب والقذف، ما يتطلب البحث على قوانين تحمي المواطنين وتحمي الأسر، مفيدا أنه حين مطالبة أحد بالترشح أصبح يخاف من السب وتصفية الحسابات.
وبخصوص المشاركة السياسية للشباب، لفت رئيس فريق “السنبلة” إلى أن الملك اعتنى بالشباب في خطبه، موضحا أنه يجب استيعاب هذه الرسائل والعمل بها بدل أن تبقى الأحزاب غارقة في التجاذبات والصراعات، مضيفا أنه اليوم هناك سوق للمنتخبين، وهذا مضحك ومؤلم، لأن كل هيئة تتصل بالمنتخبين.
وشدد على أن ميثاق الشرف بين الأحزاب يجب أن يكون التزاما حقيقيا حتى لا نعيد نفس الوجوه ونكرر نفس الأخطاء ونراهن فقط على المقاعد والحصول على الصف الأول، بقدر ما يجب تأطير المواطنين وتقديم بدائل حقيقية.



