قال الناطق الرسمي باسم “حركة صحراويون من أجل السلام”، السالك رحال، إن الولايات المتحدة الأمريكية ستنجح في الدفع بالملف نحو المفاوضات حول خيار الحكم الذاتي كإطار للحل، لكنها قد تتخلى عن كلمة “وحيد” لإرضاء الأطراف الأخرى، ومنحها بصيص أمل خلال مهلة ثلاثة أشهر للتكيف مع هذا الإطار.
وأضاف رحال في تصريح لـ”الصحيفة” أن هذه المهلة ستتزامن مع مسلسل مصالحة مرتقب بين الجزائر والمغرب قبل انقضاء المدة بشهر واحد، مشيرا إلى أن الجزائر تُعد الطرف الفعلي والأساسي في ملف الصحراء، وبالتالي ستجد نفسها، إلى جانب جبهة البوليساريو، أمام أمر واقع جديد لا مفر منه، مع طمأنتها بأنها لن تكون خاسرة إذا انخرطت نهائيا في هذا الحل.
وفي ما يتعلق بالموقف الروسي بشأن القرار المرتقب حول قضية الصحراء بمجلس الأمن، أشار رحال إلى أنه لن يطرأ أي تغيير عليه لا سيما إذا واشنطن غيّرت مصطلح “وحيد”، مرجحا أن تجري تفاهمات بين الولايات المتحدة وروسيا في الكواليس حول الصيغة النهائية للقرار.
وأضاف في هذا السياق، بأن “هناك عدة بواخر روسية تصطاد الأسماك حاليا في المياه التابعة للأقاليم الجنوبية، ما يعني أن موسكو لن تخسر مصالحها مع المغرب، وستمتنع عن التصويت فقط، كما فعلت خلال السنتين الماضيتين”.
واعتبر رحال أن تصويت مجلس الأمن لصالح المشروع الأمريكي سيكون مقدمة لإنهاء النزاع، لأن المجلس سيعترف رسميا بسيادة المغرب على الإقليم، الأمر الذي سيجعل الملف شأنا داخليا مغربيا، ويخرجه من اللجنة الرابعة للأمم المتحدة.
وأضاف في هذا الإطار أن الجزائر وموريتانيا ستلتزمان بالقرار الأممي، ولن تسمحا حينها بمرور مقاتلي البوليساريو عبر أراضيهما لاستهداف الجدار الأمني، لأن ذلك سيُعتبر بمثابة اعتداء على أرض تقع رسميا تحت السيادة المغربية، وهو ما يجرّمه القانون الدولي.
وتحدث رحال عن السيناريو المرتقب، قائلا إن البوليساريو أعلنت رفضها المشاركة في مفاوضات على أساس الحكم الذاتي كإطار وحيد للحل، مشيرا إلى أنه إذا شاركت فستعترف عمليا بسيادة المغرب على الإقليم، أما إذا امتنعت فسيكون أمامها مهلة ثلاثة أشهر فقط، لأن مجلس الأمن سيطالب بالدخول في مفاوضات لا أكثر.
وأضاف أنه في حال استمرار الرفض، فإن قرارا حاسما مرتقبا في يناير القادم قد يفرض فيه مجلس الأمن الحكم الذاتي دون مفاوضات، ويطلب من المغرب الشروع في تنفيذه مع تحديد مهلة زمنية قد تصل إلى ثلاث سنوات، بالنظر إلى الإجراءات الدستورية التي يتطلبها ذلك، وعلى رأسها تعديل الدستور وإدراج نظام الحكم الذاتي ضمنه.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أنه بالنظر إلى التطورات التي يعرفها ملف الصحراء، لجأت جبهة البوليساريو الانفصالية إلى آخر الأوراق المتبقية، بعدما فشلت كل مساعيها العسكرية والدبلوماسية في تحقيق أي تقدم لصالحها في الملف، وقامت، الاثنين، بتنظيم مظاهرات في المخيمات تقدمها زعيم الجبهة، إبراهيم غالي، نفسه وعدد من قيادات الجبهة.
وتعيش البوليساريو حالة ارتباك ظهرت بشكل جلي أول أمس الاثنين، عندما اضطرت إلى تكرار بلاغها السابق الذي أعلنت فيه عن رفضها المشاركة في أي عملية سياسية في حالة تنزيل القرار الأمريكي بشأن بعثة “المينورسو”، علما أن “منسقها” بعث بنفس الرسالة يوم الجمعة الماضي إلى رئيس مجلس الأمن وسفير روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، وكان قد طالبه فيها بإطلاع المجلس على مضمون الرسالة.
وهناك مخاوف كبيرة لدى قيادات البوليساريو بأن يصوت مجلس الأمن في الجلسة المقبلة على مشروع القرار الأمريكي، وهو ما دفعها إلى تنظيم المظاهرات تزامنا مع بعثها لرسالتين احتجاجيتين، الأمر الذي يشير إلى حالة التخبط التي تعرفها الجبهة الانفصالية.
