زنقة20ا الرباط
قال رئيس مجلس المستشارين إن هذا التحول الأممي الجديد في ملف الصحارء المغربية، لا يقف عند حدود تعزيز السيادة الوطنية، بل يتجاوزها إلى ترسيخ مناخ السلم والاستقرار في محيطنا المغاربي والإفريقي، باعتباره امتدادا طبيعيا للتكامل الاقتصادي والتلاحم الإنساني.
وأضاف في كلمته الإفتتاحية في جلسة خاصة مشتركة لمجلسي البرلمان عقدت اليوم الإثنين بخصوص القرار الأخير لمجلس الأمن في شأن القضية الوطنية، أن هذا القرار الأممي يفتح أمام المنطقة برمتها أفقا جديدا للتفاهم والتعاون، وكما أكد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، فإن الأمر لا يتعلق بانتصار طرف على آخر، بل بتكريس خيار وطنيّ يصون كرامة الجميع، ويعزز قيم السلم والتنمية المشتركة.
وتابع ولد الرشيد”أستئذنكم في هذا المقام، أن أفتح قوسا شخصيا، لأعبر بكل صدق ووجدان، عما يختلج نفسي من مشاعر لا أستطيع مغالبتها، كواحد من أبناء الصحراء المغربية، الذين تَشكّل وعيهم على القيم الوطنية وعلى وروح المسيرة الخضراء وقسمها الخالد، بما تحمله من معاني الوفاء للعرش والإخلاص للثوابت الوطنية الراسخة”.
واليوم، يضيف رئيس مجلس المستشارين، وأنا أعيش هذه اللحظة التاريخية، أقول بملء القلب واليقين، من موقع الانتماء قبل المسؤولية، إن ما تحقق من منجزات تنموية في أقاليمنا الجنوبية بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، هو تحول عميق طال الانسان والمكان معا.
واكد أن هذه الربوع التي كانت قبل عقود تواجه التحديات، أصبحت اليوم فضاء منتجا للفرص، تزدهر فيها المبادرات الاقتصادية والاجتماعية، وتتعزز فيها مقومات العيش الكريم.
وقال ولد الرسيد، حين نرى أبناء الصحراء يعيشون اليوم هذا الرخاء والأمن والكرامة في ظل السيادة الوطنية، لا يسعنا إلا أن نتطلع إلى اللحظة التي يلتحق فيها إخواننا في مخيمات تندوف بوطنهم الأم، ليشاركوا في هذا المسار الوطني الجامع، بما يعزز الاستقرار والكرامة والتنمية العادلة والمنصفة للجميع.
وشدد على أن كل ما تحقق، هو ثمرة لمسار طويل من التلاحم والإجماع، وتعبيرا صادقا عن قوة وتماسك الجبهة الداخلية، الذي جسدته تضحيات المغاربة قاطبة في كل ربوع المملكة، وفي طليعتهم أبناء الأقاليم الجنوبية، من شيوخ القبائل والمنتخبين الممثلين الحقيقيين للساكنة وباقي الفاعلين، الذين حملوا على عاتقهم رسالة الدفاع عن الوحدة الترابية في الداخل والخارج، وجعلوا من مشاركتهم السياسية المكثفة، ومن حضورهم الفاعل داخل المؤسسات وفي معركة البناء والتنمية، أبلغ تعبير عن صواب الموقف المغربي وعدالة قضيته.
وقال إن القرار الأممي بشأن الصحراء المغربية لا يمثل نهاية الطريق، بل بداية عهد جديد للمنطقة بأكملها، يؤسس لمرحلة من التعاون والتكامل، ولرؤية مغاربية تتطلع إلى أفق من الوحدة والتنمية المشتركة. واليوم، نحن أمام فرصة تاريخية حقيقية لاستعادة روح الاتحاد المغاربي، كمشروع جماعي للسلام والازدهار، يعيد إلى المنطقة مكانتها الطبيعية في محيطها الإقليمي والدولي.



