زنقة 20 / الرباط
يشهد المغرب اليوم خطر فقدان أحد كنوزه الطبيعية الفريدة السرو الأطلسي، وهو نوع نادر من الأشجار لا يوجد سوى في منطقة بالأطلس الكبير، وتحديدًا في وادي نْفيس.
و يُعد هذا السرو من الأنواع المتكيفة مع المناخ الجاف وشديدة المقاومة لتغير المناخ، إلا أن تهديدات بشرية وطبيعية باتت تضع استمراريته على المحك.
اكتشف هذا النوع لأول مرة في العشرينيات من القرن الماضي، وتم تصنيفه علميًا كنوع مستقل سنة 1950. وهو يتميز بلون أوراقه الأزرق وأقماعه الصغيرة، وتنتشر غاباته على مساحة لا تتعدى اليوم 2180 هكتارًا، بعدما كانت تصل إلى 10,000 هكتار في منتصف القرن الماضي.
وتُعد الأنشطة البشرية—مثل قطع الأشجار لأغراض البناء والرعي الجائر—من الأسباب الرئيسية لتدهور هذه الغابة، إذ تمنع تجدد الأشجار طبيعيًا وتؤدي إلى نفوق العديد منها.
ويُعتقد أن خشب هذه الشجرة استُخدم تاريخيًا في بناء معالم معمارية كبرى، أبرزها مسجد تينمل، الذي تضرر بشدة جراء زلزال سبتمبر 2023، الذي ضرب قلب المنطقة وأدى إلى دمار واسع وخسائر بشرية فادحة.
ورغم إدراج السرو الأطلسي ضمن الأنواع المحمية، إلا أن الإجراءات الميدانية تبقى غير كافية. ويطالب الخبراء بتعزيز برامج الحماية، والحد من استغلال هذه الثروة النباتية الفريدة، قبل فوات الأوان.





