بكين والرباط تتفقان على رفض الإنفصال.. دعم صيني ضمني لمغربية الصحراء

admin29 سبتمبر 2025آخر تحديث :
بكين والرباط تتفقان على رفض الإنفصال.. دعم صيني ضمني لمغربية الصحراء


 

زنقة 20 | الرباط

في تحوّل لافت في العلاقات الثنائية، أطلق وزير الخارجية ناصر بوريطة ونظيره الصيني وانغ يي، في 19 سبتمبر 2025، “حوارًا استراتيجيًا” جديدًا في بكين، يعكس تطورًا غير مسبوق في الشراكة بين البلدين.

اللقاء وفق تقرير لموقع “أفريكا ريبورت”، لم يكن مجرد زيارة دبلوماسية عادية، بل كان جزءًا من خريطة تحالفات جديدة تُرسم على مستوى شمال أفريقيا.

علاقة تاريخية تعود لستينيات القرن الماضي

رغم أن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والصين تعود إلى عام 1958، حين كان المغرب من أوائل الدول العربية والإفريقية التي اعترفت بجمهورية الصين الشعبية، فإن السنوات الأخيرة شهدت تسارعًا لافتًا في التعاون الثنائي، خاصة بعد زيارة الملك محمد السادس إلى بكين في 2016، وإلغاء التأشيرات للسياح الصينيين، وزيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الدار البيضاء في 2024.

الاقتصاد: الاستثمارات تتجاوز 10 مليارات دولار

الصين أصبحت ثالث أكبر مستثمر في المغرب بعد فرنسا والإمارات، بحجم تبادل تجاري سنوي يقترب من 10 مليارات دولار. الاستثمارات الصينية لم تعد تقتصر على البنية التحتية، بل امتدت إلى قطاعات استراتيجية مثل مصنع “الألمنيوم الأخضر” بقيمة 3 مليارات دولار ، مشروع مشترك لإنتاج مواد بطاريات الليثيوم بقيمة 2 مليار دولار ، مشروع بطاريات كهربائية ضخم بكنيترة بميزانية 5.6 مليار دولار ، مشاريع سكك حديدية فائقة السرعة.

الصحراء الغربية: تقاطعات في مفهوم “السيادة الوطنية”

إلى جانب الاقتصاد، يبقى الملف السياسي الأكثر حساسية هو قضية الصحراء الغربية. فخلال الاجتماع في بكين، أكد الجانبان على “مبادئ السيادة الوطنية، وحدة الأراضي، ورفض الانفصال” – وهي إشارات غير مباشرة لدعم موقف المغرب من النزاع.

المفارقة أن الصين، رغم علاقاتها التاريخية مع الجزائر، لم تصوّت قط ضد المغرب في مجلس الأمن، كما تجنبت دعوة “البوليساريو” إلى منتدى الصين-إفريقيا، ما يراه محللون تغيّرًا تدريجيًا في خطاب بكين.

فتح الله والعلو، وزير المالية الأسبق، يرى أن قضايا السيادة تجمع بين البلدين. فكما يعتبر المغرب الصحراء مسألة وجودية، ترى الصين في وحدة أراضيها – من تايوان إلى هونغ كونغ وماكاو – خطًا أحمرًا. هذا التماثل في النظرة للسيادة يعزز التفاهم السياسي بين الطرفين.

و يرى محللون أن استقرار المغرب يمنح الصين طمأنينة لاستثماراتها طويلة الأمد، ويجعل من المملكة نقطة ارتكاز دبلوماسية لمبادرة “الحزام والطريق” في شمال إفريقيا.





Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة