تبون يتحدث عن “محاولات تخريب داخلية” من دولة خليجية دون ذكر اسمها.. ومؤشرات تربط الاتهامات بالإمارات في ظل توتر صامت بين البلدين

admin11 أكتوبر 2025آخر تحديث :
تبون يتحدث عن “محاولات تخريب داخلية” من دولة خليجية دون ذكر اسمها.. ومؤشرات تربط الاتهامات بالإمارات في ظل توتر صامت بين البلدين


افتتح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون زيارته إلى مقر وزارة الدفاع الوطني بتصريحات أثارت اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية، حين أشار إلى وجود دولة خليجية تحاول التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، دون أن يذكرها بالاسم، مكتفيا بالتلميح إلى أنها تقف وراء محاولات “تخريبية” تمس استقرار الجزائر ووحدتها.

وخلال كلمته أمام القيادات العسكرية، شدد تبون على أن علاقات الجزائر مع معظم دول الخليج علاقات أخوة وتعاون لا تشوبها أي مشاكل، مستثنيا “دولة واحدة” قال إنه يفضل عدم ذكرها، في إشارة فهم منها كثيرون أنها موجهة نحو الإمارات العربية المتحدة، التي تشهد علاقاتها بالجزائر توترا مكتوما منذ أشهر.

وقال تبون إن الجزائر لن تقبل أن يتدخل أحد في شؤونها الداخلية، خصوصا في قضايا لم تسمح حتى للدول الكبرى بالتدخل فيها، مضيفا بنبرة تحذيرية أن “من يريد الحفاظ على الأخوة عليه أن يعرف حدوده”، في إشارة توحي بتفاقم الخلاف بين الجزائر وأبوظبي.

هذا التلميح يأتي بعد سلسلة من التوترات الإعلامية والدبلوماسية بين الجانبين، تفجرت منذ مدة خاصة بعد شهر ماي الماضي عقب الأزمة التي أثارها المؤرخ الجزائري محمد أمين بلغيث، المموّل من مؤسسات بحثية إماراتية، بعد وصفه الهوية الأمازيغية بأنها “مشروع صهيوني فرنسي”، وهي التصريحات التي أثارت غضبا واسعا داخل الجزائر، ودَفعت السلطات إلى اعتقاله بتهم “الإساءة للوحدة الوطنية” وسجنه.

وفي أعقاب تلك القضية، وصف التلفزيون الرسمي الجزائري الإمارات بـ”الدويلة المصطنعة”، ما مثّل تصعيدا غير مسبوق في الخطاب الرسمي الجزائري تجاه دولة خليجية، في المقابل، اعتبرت دوائر إماراتية الرد الجزائري خارج نطاق اللياقة الدبلوماسية، لتدخل العلاقات بين البلدين مرحلة من البرود العلني والحذر المتبادل.

وتشير خلفيات الأزمة إلى أن الخلاف لا يقتصر على التصريحات الإعلامية، بل يمتد إلى صراع جيوسياسي أعمق حول مناطق النفوذ والموارد في شمال إفريقيا وغربها، فالإمارات، التي وسّعت من استثماراتها في المغرب خلال السنوات الأخيرة، وقعت اتفاقيات ضخمة في مجال الطاقة مع شركة “مبادلة” للتنقيب عن النفط والغاز قبالة السواحل المغربية.

كما أعلنت الامارات العربية المتحدة عزمها المساهمة في تمويل مشروع أنبوب الغاز العملاق بين نيجيريا والمغرب بكلفة تناهز 25 مليار دولار، وهو المشروع الذي تعتبره الجزائر منافسا مباشرا لخطوطها الطاقية نحو أوروبا، إلى جانب موقفها الداعم لمغربية الصحراء وهي عوامل مجتمعة تؤكد أن خطاب تبون موجه لأبوظبي.

وحاول الرئيس الجزائري في خطابه الأخير الظهور بمظهر المتوازن، مؤكدا أن الجزائر حريصة على الحفاظ على علاقاتها الطيبة مع الدول الشقيقة والصديقة، لكنه شدد على ضرورة التحلي بما وصفه باليقظة إزاء أي محاولات للمساس باستقرار البلاد أو استغلال التحديات الداخلية لأغراض سياسية.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة