زنقة 20 / الرباط
بعد الأحداث المأساوية الأخيرة التي شهدتها منطقة مورسيا جنوب اسبانيا و استهدفت الجالية المغربية هناك، كشفت تقارير حديثة أجريت بمدينة لوركا عن تزايد نسبة التلاميذ المنحدرين من أصول مغربية في الوقت الذي تواجه المؤسسات التعليمية تحديات كبيرة لضمان التواصل الفعّال وتقديم الدعم اللازم لهم.
وتشير ذات التقارير إلى أن أكثر من 80٪ من أولياء أمور التلاميذ في ثلاثة مدارس رئيسية في لوركا من أصل مغربي، حيث يصل العدد في مركز سان كريستوبال التعليمي إلى 88٪ من بين 450 طالبًا مسجلًا.
وأكدت مديرة المدرسة، ماريا لويسا سانشيز، في حديثها لصحيفة لا فيرداد المحلية: «نحتاج إليهم من أجل التشغيل والبقاء».
ويواجه الكثير من هذه الأسر صعوبة في فهم اللغة الإسبانية بما يكفي للتعامل مع الملفات التأديبية، تشخيص صعوبات التعلم، أو تقديم طلبات المنح الدراسية للحالات الخاصة.
وأوضحت سانشيز أن «حتى لو تحدثوا الإسبانية، ليس لديهم المفردات اللازمة للتعامل مع هذه السياقات، ونحن نعتمد على حسن نية زميلات يدرسن مادة الدين الإسلامي، لكن هذا ليس من ضمن مهامهن، وأحيانًا نشعر بالعجز».
وأشارت مديرة مدرسة موراتا، ماريا دي لوس أنجيلس بونس، إلى أن «حتى عند تقديم المستندات مترجمة إلى العربية، لا يفهمونها، لأن الغالبية أميون».
وفي مدرسة رامونتي، أكدت مديرة المركز، سيسيليا موراليس، أن الوسيط اللغوي أصبح أمرًا أساسيًا، خصوصًا عند التعامل مع معلومات حساسة وسرية، مشددة على أن الاعتماد على أولياء أمور المترجمين ليس كافيًا.
وكانت خدمة الوسطاء اللغويين قد أُنشئت في 2021 تحت إشراف مكتب التنوع الاجتماعي خلال حكومة حزب العمال الإسباني.
ونظرًا للطلب المتزايد، تم تعيين وسيط إضافي في 2022، لكن مع وصول حزب الشعب إلى السلطة في 2023، لم تُجدد العقود، وأُلغِي المكتب بعد نفاد الأموال الأوروبية المخصصة للمشروع.
ورغم هذه الصعوبات، تعتمد عدة مدارس برامج لتعليم اللغة الإسبانية للأمهات خلال أوقات الدوام المدرسي، حيث تظهر غالبية الأمهات اهتمامًا بتعلم اللغة والمشاركة في حياة المدرسة.
ويعكس هذا الواقع الحاجة الماسة لتعزيز الجهود التعليمية والتواصلية لضمان تكافؤ الفرص لأبناء الجالية المغربية وتقريب المدارس من الأسر، بما يسهم في تحسين النتائج التعليمية ودمج الطلاب في المجتمع بشكل أفضل.




