سربت الدبلوماسية الجزائرية، اليوم الخميس، وقبل ساعات من مناقشة مجلس الأمن في نيويورك، لمشروع القرار الجديد بخصوص الصحراء، معطيات عبر وسائل الإعلام المقربة منها، تؤكد أن الصياغة النهائية حافظت على اعتماد مقترح الحكم الذاتي المغربي كأساس للتفاوض، مع اختيار روسيا والصين الامتناع عن التوصيت، وبالتالي عدم استخدام حق النقض “الفيتو”.
ونقلت صحيفة “الخبر” الجزائرية عن “مصادر دبلوماسية من أروقة الأمم المتحدة”، قولها أنه “يرجح أن يحظى المشروع بالمرور بفضل المواقف المؤيدة التي تمكنت واشنطن من حشدها، رغم امتناع متوقع من الصين وروسيا وبعض الدول الأعضاء تجنبا للصدام المباشر مع الولايات المتحدة التي تحولت من “حاملة القلم” في الملف الصحراوي إلى صاحبة القرار ومهندسة مساره بالكامل لصالح المغرب”.
وتابعت أن المشروع الأمريكي يتمسك بعبارة “السيادة المغربية على الصحراء الغربية”، ويرفض أي صيغة تربط الحل بمبدأ الاستفتاء أو بحق تقرير المصير، موردة أن “عدة دول، بينها الجزائر، حاولت إدخال تعديلات جوهرية على النص لتصحيح مضمونه بما يتماشى مع القانون الدولي، غير أن واشنطن تجاهلت تلك المقترحات، مكتفية بتغييرات شكلية لا تمس جوهر القرار”، على حد توصيفها.
الدبلوماسية الجزائرية قالت إن واشنطن “لم تُبد أي استعداد للتراجع رغم التحفظات العديدة التي أبداها أعضاء المجلس”، وهو ما يؤكد، وفق زعم الدبلوماسيين، أن الإدارة الأمريكية الحالية ماضية في “تنفيذ التزامات قديمة تعود إلى “صفقة أبراهام” التي ربطت بين التطبيع المغربي مع إسرائيل والاعتراف الأمريكي بسيادة الرباط على أراضي الصحراء الغربية”.
ويأتي تسريب هذه المعلومات حاليا، ليشي بأن الجزائر تحاول التخفيف من حدة “الصدمة” التي يُتوقع أن يحدثها اعتماد القرار داخليا، وذلك بالرغم من استماتة دبلوماسيتها في محاولة إقناع الدول الأعضاء بالتصويت ضد القرار، إذ أجرى وزير الخارجية أحمد عطاف، أمس الثلاثاء، مكالمة هاتفية مع نظيريه الصيني وانغ يي، والباكستاني محمد إسحاق دار، وقبلها بأيام تحدث هاتفيا إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.



