عُرض يوم أمس الجمعة، على القناة الأولى، فيلم “اللكمة” للمخرج محمد أمين مونة، في أول بث تلفزي له، مستعرضا مشاهد تجمع بين الدراما الاجتماعية والإلهام الإنساني، وتضع الإنسان في قلب صراع بين اليأس والرغبة في التغيير.
ويحكي الفيلم قصة ربيع، شاب يعيش في بيئة فقيرة تفتقر إلى الأمل، لكن وبعد حادث سير يغير مسار حياته وحياة أسرته، يصبح محاصرا بتأنيب الضمير وبنظرات اللوم من والدته وشقيقه الأكبر، اللذين لا يتوقفان عن تذكيره بعجزه عن تحمل المسؤولية.
وبين اليأس والاختناق، تلوح له فرصة غير متوقعة حين يلتقي بمصطفى، بطل سابق في الملاكمة يرى في ربيع شرارة لم تُشعل بعد، ويقترح عليه أن يضع كل غضبه في الحلبة، لا في واقعه.
وفي هذا العمل، تتحول الملاكمة من رياضة إلى استعارة للحياة نفسها، إذ تشكل كل جولة فيها مواجهة جديدة مع القدر، وتمثل كل ضربة صراعا داخليا مع الخوف والخذلان، فمن خلال هذا المسار الرمزي، يُعيد ربيع اكتشاف ذاته، لا كمقاتل على الحلبة فقط، بل كإنسان قادر على الوقوف مجددا بعد كل سقوط.
وفيلم “اللكمة” لا يكتفي بسرد قصة فرد، بل يعكس واقع فئة واسعة من الشباب الذين يجدون أنفسهم على هامش الحياة، بين ضغوط الأسرة وقسوة الظروف الاقتصادية، متناولا أيضا قضايا البطالة والهشاشة الاجتماعية وتفكك الروابط الأسرية، دون أن يغرق في السوداوية، مانحا الأمل كطاقة دفينة يمكن أن تخرج حين يجد الإنسان سببا حقيقيا للنهوض.
وحاول المخرج في فيلمه السينمائي، تسليط الضوء على قصة اجتماعية، دون اختزالها أو حصرها في زاوية، بل جعلها رمزا لإرادة الإنسان الذي يختار المواجهة بدلا من الانكسار، ولحظة تتحول فيها اللكمة من عنف إلى وسيلة للعبور نحو حياة أكثر كرامة ومعنى.
واعتمد المخرج أمين مونة في هذا العمل، أسلوب الواقعية، من خلال توظيف الكاميرا القريبة من الشخصيات، لخلق جو من الحميمية والتوتر في الوقت نفسه.
ويعرض هذا العمل على شاشة القناة الأولى، بعد جولة فنية في عدد من المهرجانات، التي حاز في بعضها جوائز مهمة، ضمنها جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط، وجائزة أفضل أداء رجالي لبطله.
وشارك في بطلة هذا الفيلم، كل من ربيع كليم الذي صاغ أيضا السيناريو، وطارق البخاري، وسعيد باي، وساندية تاج الدين، وعبد السلام بوحسيني، ونعيمة إلياس، وأسماء أخرى.
وفي الأسبوع المنصرم، نقلت القناة الأولى فيلم “صيف في بجعد” أيضا من الشاشات الكبرى في قاعات السينما إلى شاشتها الصغيرة، مسلطة الضوء على قصة مراهق يعيش حالة من الاضطراب والتخبط، نتيجة فقدانه والدته وشعوره بالغربة عن أسرته ومحيطه.
واختارت القناة الأولى عرض مجموعة من الأفلام السينمائية في إطار برمجة خاصة أطلقتها، بهدف تقريب الإنتاج السينمائي المغربي من جمهور التلفزيون.
وعرضت القناة الأولى خلال شهر أكتوبر منصرم بشكل أسبوعي مجموعة من الأعمال السينمائية، ضمنها “ملكات”، و”التمرد الأخير”، و”على الهامش”، و”علي صوتك”.



