يُشرف الممثل عبد الله فركوس على إخراج شريط تلفزيوني جديد بعنوان “الورطة” من بطولته وبمشاركة عدد من الممثلين، في تجربة جديدة تضاف إلى مساره الذي جمع فيه بين التمثيل والإخراج خلال السنوات الأخيرة.
ويأتي هذا العمل ضمن سلسلة من التجارب التي يخوضها فركوس في مجال الإخراج، رغم الجدل المستمر حول ظاهرة انتقال بعض الممثلين إلى هذا المجال دون تكوين أكاديمي كافٍ، ما يعتبره البعض “تراميا على اختصاص يحتاج إلى خبرة وتقنيات فنية دقيقة”.
ويُشير عدد من المهنيين إلى أن الجمع بين التمثيل والإخراج في العمل نفسه يُشكل تحديا حقيقيا، إذ يتطلب الموازنة بين الأداء أمام الكاميرا واتخاذ القرارات الفنية خلفها، مما قد يؤثر في جودة الرؤية الإخراجية أو في التركيز على تفاصيل الأداء التمثيلي.
ورغم هذه الانتقادات، يواصل فركوس تولي مهمة المخرج في بعض الأعمال التي يشارك أيضا في بطولتها، خلال السنوات الأخيرة، وضمنها “الخطابة” و”كورصة”.
ولا يُعد فركوس أول من خاض هذا المسار، إذ سبقه عدد من الممثلين إلى كرسي الإخراج، من بينهم محمد نظيف، ورشيد الوالي، وسامية أقريو، وعمر لطفي، وإدريس الروخ، ووحيد السنوجي.
ويدافع الممثلون الذين يقتحمون مجال الإخراج، عن خيارهم الفني، معتبرين أن التجربة والخبرة الطويلة في الميدان تمنح الممثل نظرة مختلفة في توجيه المشاهد، ويرون أن الإخراج يعد أيضا امتدادا طبيعيا لمسار فني وليس خروجا عن تخصصهم.
وفي الوقت نفسه، يثير المشهد الفني نقاشا متجددا حول تداخل الأدوار الفنية وغياب الفصل بين المهام الإبداعية، في وقت يطالب فيه محترفون بضرورة احترام التخصصات، وإتاحة الفرص لخريجي معاهد السينما والمسرح الذين يمتلكون تكوينا تقنيا وأكاديميا في المجال.
ويضم العمل الجديد الذي يُخرجه فركوس وصور بين منطقة أفورار ومدينة بني ملال، مجموعة من الأسماء الكوميدية، من بينها جواد السايح، وعبد الخالق فهيد، وفضيلة بنموسى، وبشرى أهريش، والشرقي الساروتي، إلى جانب عدد من الممثلين الآخرين.
وتلفت الأنظار أيضا تكرار بعض الوجوه نفسها في أعمال فركوس السابقة، خاصة الممثلتين فضيلة بنموسى وبشرى أهريش، اللتين تشاركان في معظم مشاريعه، سواء حين يتولى الإخراج أو البطولة.
ويُثير هذا التكرار انتقادات حول “ثقافة الكليكة” في الوسط الفني، الذي يراه البعض نمطية تُضعف عنصر التجديد وتحد من فرص اكتشاف طاقات جديدة.
وسيطل عبد الله فركوس أيضا في سلسلة جديدة بعنوان “التحدي” من إخراج ربيع سجيد، والتي صورت سابقا لصالح القناة الأولى، إذ من المنتظر عرضها خلال شهر رمضان المقبل.
وتشارك في هذه السلسلة، التي تتألف من ثلاثين حلقة، كل من نجاة الوافي، وقمر السعداوي، ورباب كويد، وسحر الصديقي، وسعاد حسن، ومنصور بدري إلى جانب فركوس.
وكان فركوس قد شارك في عمل آخر بعنوان “فيها خير” من إخراج رشيد الهزمير، وهو عمل اجتماعي كوميدي يعالج في كل حلقة قصة مستقلة تتقاطع ضمن حبكة رئيسية تدور حول عائلة فركوس وشقيقته وابنته.
وتتكون السلسلة من ثلاثين حلقة تمتد الواحدة منها على نحو 13 دقيقة، بمشاركة فضيلة بنموسى، وبديعة الصنهاجي، ومهدي تكيطو، وماجدة أزناك وآخرين.



