بعد طنجة.. الإحتجاج على رداءة أشغال الساحات العمومية ينتقل إلى العرائش

admin14 يوليو 2025آخر تحديث :
بعد طنجة.. الإحتجاج على رداءة أشغال الساحات العمومية ينتقل إلى العرائش


زنقة 20 | الرباط

بعد مدينة طنجة التي عرفت احتجاجات على أشغال تهيئة ساحة سور المعكازين ، ما عجل بإصلاح العيوب و إخراجها في أبهى حلة مؤخرا ، انتقلت عدوى هذه الإحتجاجات المتعلقة بتهيئة الفضاءات العمومية و الساحات إلى مدينة العرائش.

ساكنة العرائش تخوض حاليا تعبئة واسعة لإعادة النظر في مشروع تهيئة الشرفة الأطلسية، المشروع الذي كانت تأمل في أن يعيد إلى الواجهة جمالية المدينة الساحلية ويمنحها فضاءً حضريا يليق بسكانها وزوارها.

غير أن اللافت هو موجة الانتقادات التي سجلت حتى قبل اكتمال المشروع أو ظهور معالمه النهائية.

فعاليات المجتمع المدني بالعرائش أشعرت السلطة المحلية بتنظيم وقفة احتجاجية للتعبير عن رفض الساكنة لطمس الذاكرة بالشرفة الأطلسية.

وعبرت فعاليات المجتمع المدني بالعرائش عن قلقها وانشغالها بمآلات مشروع تأهيل الشرفة الأطلسية والمنحدر الصخري لمدينة العرائش، والذي صادق عليه المجلس الجماعي خلال دورة فبراير 2023، وشرعت الجهات المختصة في تنفيذه خلال الشهور الماضية.

و عبّرت فعاليات المجتمع المدني، عبر مراسلات وعرائض وخرجات إعلامية، عن تخوفاتها من عدم إدماج البعد الثقافي والبيئي والهوياتي في تصور المشروع، وهو ما أكدته النتائج الميدانية الحالية، حيث أفضت الأشغال إلى تغييب جملة من المعالم الرمزية التي كانت تشكّل خصوصية الشرفة الأطلسية، وتربط سكان العرائش وجدانياً بتاريخهم وهويتهم وفق بيان صادر عن ذات الفعاليات.

و ذكرت أن المشروع أدى إلى طمس معالم جمالية وتراثية أصيلة، وعلى رأسها العريشة التاريخية،الدالة على اسم العرائش، الحدائق والمناطق الخضراء، الأعمدة والسقائف التي ميزت الشرفة لعقود، وفي الوقت نفسه، تم تهميش مكونات أساسية أخرى من المشروع، وهي المنحدر الساحلي (عين شقة)، الذي يشكّل مجالًا ذا قيمة بيئية وتراثية لا تُقدّر بثمن، إذ يحتوي على بطارية المدافع التاريخية: سيدي بوقنادل، من منجزات السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله؛ المنابع المائية العتيقة، التي كان لها دور كبير في الحياة المحلية تاريخيا.

فعاليات المجتمع المدني بالعرائش عبرت عن خيبة أملها في الطريقة التي تم بها تنزيل المشروع، مؤكدة أن الرهان ليس فقط على تأهيل شكلي بل على تبنّي مقاربة تأهيلية مستدامة تستند إلى حماية الذاكرة المحلية، و صون الهوية العمرانية والبيئية للفضاء، و إدماج المجتمع المدني في التتبع والاقتراح.

فعاليات المجتمع المدني، طالبت بإعادة المنطقة إلى سابق عهدها الجمالي والهوياتي، وذلك بإعادة تركيب العريشة بشكلها الأصلي، والحدائق، والسقائف، والأعمدة، والعناصر الجمالية التي كانت تؤثث الشرفة الأطلسية، و إدماج المنحدر الساحلي في تصور التهيئة، والاعتراف به كمجال تراثي بيئي وتاريخي يتطلب العناية والتأهيل، بما في ذلك ترميم البطارية والمنابع، ورد الاعتبار للمسارات والوظائف التراثية التي عرفها هذا المجال.

بالإضافة الى تنظيم ورشة تشاركية، يشارك فيها كل المعنيين مكتب الدراسات، المهندس المكلف، تقنيون، ممثلو العمالة، جماعة العرائش، المصالح الخارجية، المجتمع المدني، وذلك لإعداد تصور جديد ومندمج يُعيد التوازن والهوية للمكان ، و إدراج ملف الشرفة الأطلسية والمنحدر الصخري ضمن جدول أعمال الدورة المقبلة لمجلس جماعة العرائش ، و عقد لقاء مستعجل مع رئيس مجلس جماعة العرائش، ومع عامل إقليم العرائش، من أجل التشاور، وتحقيق تواصل مباشر مسؤول ومثمر.

كما دعت لإشراك فعاليات المجتمع المدني في كل مراحل تتبع وتقييم المشروع، حماية لمكتسبات المدينة، وتعزيزا لمسار الديموقراطية التشاركية التي نص عليها دستور المملكة ، و تقييم الأثر الثقافي والبيئي للمشروع الحالي، وإجراء تحقيق معمق حول ما جرى من تغييرات مست الفضاء ومكوناته الرمزية ، و التعجيل بترتيب وتصنيف البنايات والساحات ذات الطابع التاريخي أو المعمار المتميز، وعلى رأسها مجال “الإينسانتشي” وفضاء الشرفة الأطلسية، بما يضمن حمايتها القانونية من أي تدخلات تمسّ أصالتها وقيمتها الثقافية.





Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة