خلف انعقاد الدورة الأولى للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية انتقادات واسعة، خاصة من داخل الحزب، حيث تساءل كثيرون حول ما إن كانت الخطوة تعبيرا عن تنظيمي ومالي أم أنها سعي للتحكم بمخرجات برلمان الحزب، الأمر الذي أجاب عنه الأمين العام للحزب عبد الإله ابن كيران بأنه أمر شكلي داعيا لعدم التدقيق به.
وتكون الدورة الأولى للمجلس الوطني مخصصة لانتخاب هياكل برلمان الحزب ولجانه، غير أن حزب “البيجيدي” أخفق في تنظيم أول استحقاق تنظيمي كبير، بعد المؤتمر، حضوريا، مما أثار انتقادات بشأن ما إن كانت قيادة الحزب تسعى للتحكم في مخرجات المجلس الوطني أو مصادرة اختصاصاته.
ورده على الانتقادات، قال ابن كيران إن هيئة المجلس الوطني للحزب “لم نعقدها عن بُعد هكذا اعتباطا، بل كنا نرغب في عقدها حضوريا، لكن هناك أمور تقنية وعملية لابد من القيام بها قبل اللقاء العادي المنتظَر عقده في شهر يناير، أو ربما في نهاية دجنبر، حسب ما سيتيسر.
وأردف ابن كيران أنه “ينبغي لإخواننا، عندما يتعلق الأمر بسير القضايا الأساسية، ألّا يكون التنقيط مبنيًا على أمور شكلية أو تفاصيل ثانوية، فهذا ليس مستحسناً”، مضيفا فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يَسِّروا ولا تُعَسِّروا، وبَشِّروا ولا تُنَفِّروا».
وتابع ابن كيران في السياق ذاته أن الصلاة التي فرضها الله بالغُسل والوضوء، عندما يتعذر أداؤهما، جعل لها بديلاً وهو التيمم. وما هو التيمم؟ هو مجرد مسح للتراب على الوجه واليدين، لا نظافة فيه ولا شيء من ذلك، لكنه يحمل دلالة رمزية، وهو ما يُفهم منه روح الدين. وكذلك في قول الله تعالى: «وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ»، فالمقصود فهم روح الشريعة، لا الوقوف عند ظاهر كل جزئية بشكل حرفي.
وأردف أن “هذا الأمر يوجد في بعض الهيئات السياسية؛ غير أننا لسنا هيئة سياسية عادية أو “سياسوية”، بل نحن هيئة سياسية ذات مرجعية إسلامية”، مضيفا “ويوم لا يحترم الإخوان هذه المرجعية، أنصحكم نصيحة خالصة لله: اتركوا المكان وارحلوا، فدوركم لا معنى له، ولو كنتم جميعاً رؤساء حكومات، فلا فائدة من بقائكم إن لم نحافظ على مرجعيتنا”.
