“ليلة القدر”.. فيلم يعيد إحياء الدور التاريخي لمسجد باريس في الحرب العالمية الثانية

admin29 نوفمبر 2025آخر تحديث :
“ليلة القدر”.. فيلم يعيد إحياء الدور التاريخي لمسجد باريس في الحرب العالمية الثانية


يصور فيلم “ليلة القدر” بين مواقع مغربية وأخرى في باريس، مستعيدا مرحلة من الحرب العالمية الثانية عبر قصة مستلهمة من الدور الذي اضطلع به مسجد باريس خلال تلك الفترة، إذ يتابع العمل مسار شخصيات تعيش تحت وطأة الاحتلال وما تفرضه المرحلة من توترات واختيارات معقدة.

ويعود فيلم “ليلة القدر” إلى فترة دقيقة من التاريخ الأوروبي والعربي خلال الحرب العالمية الثانية، مستندا إلى أحداث حقيقية ترتبط بالدور الذي اضطلع به مسجد باريس في تلك المرحلة، إذ مثل هذا الفضاء الديني ملاذا لعدد من الأشخاص الذين كانوا يهربون من الملاحقات التي نفذتها السلطات النازية، مما جعله نقطة تماس حساسة بين المقاومة والخطر.

وفي قلب هذه القصة يقف آدم بن محمد، العالم المغربي الذي تولى إدارة مسجد باريس زمن الاحتلال الألماني، إذ يجد نفسه في مواجهة وضع شديد التعقيد تتداخل فيه الاعتبارات الدينية بالظروف السياسية والأمنية التي فرضها الوجود النازي في العاصمة الفرنسية، لتتصاعد التوترات من حوله، ويدفعه موقعه إلى اتخاذ قرارات صعبة ومحاطة بمخاطر متعددة.

وتشكل العلاقة التي تربطه بضابط ألماني مكلف بمراقبة المسجد إحدى الركائز السردية في الفيلم، إذ إن هذه العلاقة لا تُعرض كمواجهة مباشرة بين طرفين متعارضين فقط، بل كصراع نفسي وإنساني يسلط الضوء على التوتر الذي كان يعيشه كل طرف، وكيف كانت القيود المفروضة على الحياة اليومية تؤثر في القرارات والمواقف.

ويركز “ليلة القدر” على الجانب الإنساني للحرب أكثر مما ينخرط في قراءة سياسية للأحداث، إذ يقدم شخصيات تتحرك في فضاء مضطرب، تواجه الخوف والضغط وفقدان اليقين، وتحاول في الوقت نفسه الحفاظ على قيمها ومبادئها وسط عالم يتغير بقوة السلاح.

وتتوزع شخصيات الفيلم على أدوار دينية ومدنية وعسكرية، في صياغة تُبرز تشابك العلاقات وتعدد الخلفيات التي كانت تشكل تلك المرحلة.

ويُظهر العمل كيف تتقاطع مصائر هؤلاء الأفراد في سياق واحد، ليرسم صورة أوسع للحياة تحت الاحتلال، وللمساحات الرمادية التي صنعتها الحرب في حياة الناس واختياراتهم.

واختار صناع الفيلم أن يمتد فضاء التصوير بين المغرب وفرنسا، إذ تحتضن عدة مدن مغربية الجزء الأكبر من المشاهد، لما توفره من مواقع قادرة على استعادة مناخ الأربعينيات بدقة.

وعمل الفريق الفني على بناء التفاصيل بعناية، من أزياء وإكسسوارات وحركات ممثلين، لضمان انسجام الصورة مع الطابع التاريخي للفيلم، وفق المصدر ذاته.

وجرى تصوير مشاهد أخرى في باريس، خصوصا تلك المرتبطة بمحيط مسجد باريس، بهدف الاقتراب بصريا من المكان الحقيقي.

واعتمد المنتج أيوب المحجوب على الجمع بين فضاءات مغربية وباريسية لإعادة خلق الظروف الأصلية للأحداث، سواء على مستوى بناء الديكور أو الإحساس الذي يخلقه المشهد، إذ شمل ذلك متابعة دقيقة للأزياء المناسبة للفترة.

ويعود هذا المشروع السينمائي إلى شركة PLOT PICTURES، بإنتاج أيوب المحجوب، فيما تولى لحسن فارح مهمة الإشراف على تنفيذ الإنتاج.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة