أكدت الممثلة منى زكي أنها تحترم الآراء التي انتقدت تجسيدها لشخصية أم كلثوم في فيلم “الست”، وتتقبلها، من دون أن تجزم ما إذا كانت تلك الانتقادات حملة ممنهجة ضدها، على غرار الجدل الذي صاحب عددا من أعمالها قبل وصولها إلى الشاشات، سواء السينمائية أو التلفزيونية.
ومن جانبه، أوضح مخرج العمل مروان حامد، خلال جلسة نقاش أعقبت العرض الأول للفيلم في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن أفلام السير الذاتية تثير في العادة نقاشا واسعا، مشيرا إلى أن فريق العمل كان واعيا بذلك قبل الشروع في التصوير، وأن تباين الآراء أمر طبيعي ومتوقع.
وتؤكد منى زكي أن عرض فيلمها “الست” في مهرجان مراكش يشكل محطة مهمة بالنسبة لها، باعتبار المهرجان واحدا من أبرز التظاهرات السينمائية في العالم العربي، مضيفة: “شرف كبير أن يعرض فيلمي في هذا المهرجان، وسط شعب ذواق للفن ومحب للست والفن المصري”.
وأضافت زكي أن هذا الفيلم يعد من أصعب المشاريع التي اشتغلت عليها في مسيرتها، مرجعة ذلك إلى طبيعة الشخصية التي تؤديها، بوصفها أسطورة فنية، غير أن السيناريو الذي يسلط الضوء على جانب إنساني غير معروف في حياة أم كلثوم كان دافعا أساسيا لخوض هذه التجربة.
وشددت على أن الفيلم لا يقدم حياة مثالية للراحلة أم كلثوم، بل يكشف جوانب الضعف لديها، وما تخفيه من مشاعر، موضحة: “لا يوجد أي شخص مثالي، لكل منا أخطاؤه وفلتاته، وحاولنا إبراز الجانب الشاعري، وطريقة تعاملها مع نفسها والآخرين، والقرارات المهمة التي اتخذتها في لحظات فارقة”.
وفي السياق ذاته، اعتبر كاتب الفيلم أحمد مراد أن “الست” من أصعب الأعمال التي كتبها، نظرا لمكانة أم كلثوم بوصفها أسطورة عالمية، مؤكدا أن “تكسير القشرة” المحيطة بها استغرق وقتا طويلا، من أجل نقل تفاصيل حياتها بعيدا عما هو متداول عنها.
أما المخرج مروان حامد، أبرز أن التحدي الأكبر كان في تقديم رحلة صعود أم كلثوم، بكل ما تضمنته من عقبات وتفاصيل إنسانية غنية، مشددا على أن حياتها تحمل كل مقومات العمل السينمائي الملهم، من خلال قصة فتاة بسيطة أصبحت أسطورة، وما رافق ذلك من مشاعر وقرارات جريئة في محطات حساسة.
وكان الفيلم قد واجه انتقادات واسعة في مصر قبل عرضه، وخلق جدلا بين الجمهور والنقاد الذين رأى بعضهم أن منى زكي لا تناسب أداء دور “الست” أم كلثوم.
ويُعد “الست” فيلما سيريا من كتابة أحمد مراد وإخراج مروان حامد، ويقدم، وفق صناعه، رؤية غير تقليدية تُبرز الجانب الإنساني العميق للشخصية، وتستعرض مشاعرها وطموحاتها وصراعاتها، والكثير من التفاصيل المرتبطة بالمرأة خلف الأسطورة، بكل ما حملته رحلتها من تحديات ومسارات معقدة.
ويتناول الفيلم أبرز محطات حياة أم كلثوم، منذ بداياتها الأولى ومسار صعودها إلى عالم الشهرة، مرورا بالخيارات الفنية والشخصية التي صاغت هويتها وأثرت في مسيرتها، إضافة إلى التضحيات التي قدمتها في مواجهة ظروف المجتمع والتحديات التي فرضها الزمن.
ويركز “الست” على مراحلها المبكرة، بما في ذلك تجربتها الفنية الأولى والصعوبات التي واجهتها وشكلت شخصية الفنانة التي ستصبح لاحقا إحدى أعظم الأصوات في تاريخ الموسيقى العربية، مسلطا الضوء على الجهد الكبير الذي بذلته لإيصال فنها إلى ملايين المستمعين.



