شهدت مدينة سبتة المحتلة، خلال الفترة الممتدة من ليلة الجمعة إلى صباح السبت، وصول ما يقارب 40 مهاجرا من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، بعد تمكنهم من تجاوز السياج الحدودي المحاذي للمغرب، في سياق يتسم بضغط متزايد على المعابر البرية والبحرية للمدينة.
ووفق ما أوردته صحيفة “إل فارو” الإسبانية، فإن هذه التحركات غير النظامية جاءت في يوم وصفته مصادر أمنية بالإستثنائي، بالنظر إلى تزامن محاولات التسلل عبر السياج مع محاولات أخرى عبر البحر، ما استدعى استنفارا أمنيا واسعا من قبل عناصر الحرس المدني الإسباني.
وخلال إحدى عمليات المراقبة والتدخل على مستوى المحيط الحدودي، تعرض أحد عناصر الحرس المدني لإصابة بعد اعتداء نفذه مهاجر استعمل خطافا يدويا بدائيا، وهي أدوات تُستخدم عادة لتسلق السياج الفاصل بين سبتة والمغرب، ما استوجب نقل العنصر المصاب إلى مركز صحي قصد إخضاعه للفحوصات الطبية اللازمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن العنصر المصاب جرى إجلاؤه على متن سيارة إسعاف لتقييم حالته الصحية، في وقت تمكنت فيه المصالح الأمنية من توقيف الشخص المشتبه في تورطه في الاعتداء، مؤكدة أن هذا النوع من الحوادث سبق تسجيله في مناسبات سابقة، من بينها حادث وقع خلال شهر ماي الماضي وأسفر عن إصابة عنصر آخر بجروح على مستوى الرأس.
وتفيد المعطيات ذاتها بأن عنصر الحرس المدني المصاب كان في دورية رفقة زميل له لم يتعرض لأي أذى، رغم أن محاولة الاعتداء كانت موجهة إلى كلا العنصرين، في مشهد يعكس حجم المخاطر التي ترافق عمليات المراقبة اليومية للسياج الحدودي.
وتزامن هذا التطور مع ضغط متواصل على البنية الأمنية للمدينة، حيث اضطرت مصالح الحرس المدني إلى تعزيز المراقبة الليلية واستدعاء جميع العناصر المتاحة، في ظل خصاص واضح في الموارد البشرية، ما صعّب عملية التحكم في الوضع، سواء على مستوى البحر أو على طول السياج.
وساهمت الظروف المناخية، خاصة التساقطات المطرية المستمرة، إلى جانب ما تصفه الصحيفة باختلالات بنيوية في السياج الحدودي، في تعقيد الوضع الميداني، حيث باتت هذه العوامل تشكل عبئا إضافيا على منظومة مراقبة كلفت ميزانيات كبيرة دون أن تمنع تكرار محاولات التسلل.
وبحسب المصدر نفسه، فإن المهاجرين الذين تمكنوا من الوصول إلى المدينة جرى نقلهم إلى مركز الإيواء المؤقت للمهاجرين، حيث يتواجد عدد من الشبان القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، في انتظار إخضاعهم للإجراءات المعمول بها.
وأفادت “إل فارو” بأن الأيام الأخيرة سجلت ارتفاعا ملحوظا في وتيرة الضغط على السياج، غير أن محاولات العبور لا تتم بشكل جماعي، بل عبر مجموعات صغيرة تتوزع على نقاط مختلفة، في محاولة لتفادي الرصد المباشر وتشتيت جهود المراقبة.
وتعكس هذه التطورات، بحسب الصحيفة، استمرار التحديات الأمنية والإنسانية التي تواجهها سبتة المحتلة، في ظل تزايد محاولات الهجرة غير النظامية، وتنامي الضغط على الأجهزة المكلفة بالمراقبة، وسط دعوات متكررة لإيجاد مقاربات أكثر نجاعة للتعامل مع هذا الملف المعقد.



