“كان 2025”.. هل تستفيد الجهات والمدن غير المستضيفة من الزخم الاقتصادي؟

admin25 ديسمبر 2025آخر تحديث :
“كان 2025”.. هل تستفيد الجهات والمدن غير المستضيفة من الزخم الاقتصادي؟


لا يتجادل خبيران في المجال الاقتصادي حول فِعلية المكاسب التي يُنتظر أن يجنيها المغرب من احتضان كأس إفريقيا للأمم اقتصادياً، بيد أنّ النقاش قد يكمن في التفاصيل، ولاسيما في “عدالة الاستفادة” المرجوة بين المُدن والجهات المختلفة، لاسيما وأن المسابقة متركزة في جهات معينة وتغيب عن جهات ومدن أخرى.

لا تحتاج الملاحظة إلى تمحيص، فالملاعب التسعة المستضيفة لكأس إفريقيا بالمغرب تنتمي لـ6 مدن، تنتمي بدورها لـ6 جهات، أي أن نصف جهات البلاد وحدها المعنية بالتنظيم بينما 6 جهات أخرى لن تصلها أصداء الجماهير الإفريقية؛ ويتعلق الأمر بالجهة الشرقية، وجهة درعة تافيلالت وجهة بني ملال خنيفرة، فضلاً عن الجهات الصحراوية الثلاث، ما يطرح السؤال حول ما إذا كانت ستصلها المكاسب الاقتصادية رغم بعدها عن مراكز التباري.

وإذا كان القطاع السياحي يتمركز في طليعة المستفيدين، بمختلف فروعه، فالمعلوم أن السياح يميلون للتركز في المدن المستضيفة لفرقهم المفضلة، أو على الأقل في المدن القريبة منها، وهي غالبا مدن تنتمي لنفس الجهة، ما قد يبقي الجهات غير المستضيفة على الهامش.

الخبير الاقتصادي، ادريس الفينة، أقرّ في تصريح لجريدة “مدار 21” حول هذا الموضوع أنّ المدن المستضيفة استفادت قبل التنظيم أساساً من تحسين بنيتها التحتية ومنشآتها الرياضية، ومن تجديدها الحضري الذي خضعت له استعداداً لتنظيم المسابقة، مضيفا أنه حتى خلال فترة المسابقة ستستفيد من الإقبال السياحي ومن فرص الشغل الكثيرة التي ستتوفر لليد العاملة.

واعتبر الفينة أن المدن المستضيفة تمثل على كل حال “قاطرة الاقتصاد المغربي” وأن انتعاشها اقتصاديا ينعكس بالضرورة على سائر البلاد، “لكن المبتغى هو أن تشمل هذه الدينامية المدن والجهات المتوسطة والصغيرة أيضاً”.

وأضاف الأستاذ بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي أن المدن والجهات غير المعنية بالتنظيم تظل مستفيدة بشكل غير مباشر عبر عدة قنوات.

وطيلة أيام التنظيم يُقبل السياح كذلك على اغتنام فرصة تواجدهم بالبلاد لزيارة أكبر قدر ممكن من مدنها، يقول الخبير، مؤكداً أن مقاطع الفيديو المنتشرة على شبكة الإنترنت خلال هذه الفترة، أظهرت إقبالا حتى على المدن غير المحتضنة للـ”كان”، ولا سيما تلك التي تتمتع بطابع سياحي مثير للاهتمام.

وبالنسبة لليد العاملة، فلفت رئيس المركز المستقل للتحليلات الاستراتيجية إلى أنها حركية، وتتنقل خلال هذا النوع من المواسم إلى المناطق ذات الجاذبية الاقتصادية، للاشتغال في الأنشطة المُنتعشة، لاسيما وأن عروض العمل ارتفعت خلال الفترة التي تسبق المسابقة لتلبية الطلب المتزايد.

وشأنها في ذلك شأن المغتربين المغاربة بالخارج، فإن تحويلات ساكنة هذه الجهات المصدرة لليد العامل، تساهم في إنعاش الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالجهات والمدن الأم.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة