زنقة20ا الرباط
خرجت ساكنة آيت بوكماز بإقليم أزيلال في شكل احتجاجي حضاري وسلمي، منذ يوم أمس إلى اليوم، ترفعه خلاله صور جلالة الملك والراية الوطنية، تعبيراً عن تشبثها بالثوابت واستنكارها للتهميش التنموي الذي تعاني منه المنطقة.
هذه الاحتجاجات وضعت رئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة، عادل بركات، أمام مرآة المحاسبة، بعد سنوات من الشعارات التي لم تترجم إلى مشاريع ملموسة على أرض الواقع.
المطالب المرفوعة لا تتجاوز الحد الأدنى من شروط العيش الكريم، لكنها في الوقت ذاته تكشف فشل السياسات الجهوية في إنصاف العالم القروي والمجال الجبلي، فالمواطنون يطالبون بإصلاح وتهيئة الطريق الجهوية 302 (تيزي نترغيست) والطريق 317 (آيت عباس) وتوفير وسائل النقل لفك العزلة، إلى جانب توفير النقل المدرسي لمحاربة الهدر، وضمان تغطية صحية دائمة بتوفير طبيب قار وتجهيز المركز الصحي المحلي، وتوفير سيارة إسعاف.
كما شملت المطالب توفير تغطية شاملة بشبكة الهاتف والإنترنت، وإحداث ملاعب القرب وفضاءات للشباب، وفتح مركز للتكوين في المهن الجبلية يراعي خصوصية المنطقة، وبناء مدرسة جماعية لتشجيع تمدرس الفتيات، وبناء سدود تلية لحماية الهضبة من الفيضانات، وأخيرا ربط الدواوير بالماء الصالح للشرب.
هذه المطالب، في معظمها، تدخل في صميم اختصاصات المجلس الجهوي، ما يطرح سؤالاً مشروعاً: أين كان رئيس مجلس الجهة طيلة هذه السنوات؟ وما هي حصيلة المجلس من المشاريع المهيكلة؟ وأين صرفت الاعتمادات المالية التي رصدت لفائدة التنمية؟ وهل تم احترام مبدأ العدالة المجالية في برمجة وتوزيع المشاريع داخل الجهة؟.
الصمت المطبق لرئيس المجلس وعدم تفاعله مع هذه الانتفاضة الاجتماعية يضاعف من حجم الغضب الشعبي، ويعطي الانطباع بأن مناطق بكاملها تم إخراجها من أجندة التنمية.
وإذا كانت آيت بوكماز قد اختارت الاحتجاج السلمي والرسائل الواضحة، فإن تكرار نفس النهج من طرف نفس المسؤولين قد يدفع بمناطق أخرى إلى طرق الأبواب ذاتها، وبأساليب أكثر حدة.
اليوم، أصبح من اللازم على رئيس الجهة أن يقدم توضيحات للرأي العام حول ما تحقق فعلاً في إقليم أزيلال، أما المواطنون فقد قالوا كلمتهم بصوت مرتفع “نريد حقوقا لا هبات، ومشاريع لا شعارات”.



