عبّر عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عن رفضه لما يعرف بالخطبة الموحدة التي اعتمدتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في إطار خطة تسديد التبليغ، معتبرا أن فرض مضمون موحّد على جميع الخطباء أمر غير صائب، لأنه يتعارض مع طبيعة الخطبة ومكانتها في الحياة الدينية للمغاربة.
قال ابن كيران، خلال تفاعله مع أسئلة التجمع السياسي للشباب المغربي، إنه “بكل صراحة، أنا لست متفقًا مع هذا القرار لأنني مقتنع تمامًا بأن خطبة الجمعة يجب أن تنبع من الواقع، وأن تتضمن جهدًا شخصيًا من الخطيب نفسه. فالخطبة، في نظري، ليست نصًا جاهزا يقرأ، بل ينبغي أن تكون ثمرة تفاعل مباشر بين الخطيب ومجتمعه.”
وأضاف ابن كيران: “أول من طرح علي موضوع توحيد خطبة الجمعة كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عندما زرت مصر في إحدى المناسبات. في البداية لم أطلب لقاءه، لأن الملك لم يكلّفني بذلك، لكن حين أبلغوني أنه هو من طلب رؤيتي، قبلت بطبيعة الحال. وخلال لقائنا، أثار السيسي موضوع توحيد الخطبة، فقلت له آنذاك إنني لا أؤيد هذا التوجه”.
وأوضح ابن كيران أن العديد من خطب الجمعة التي تأتي في إطار تسديد التبليغ في المغرب تتميز بمستوى رفيع وبمضمون جيد، “لكن هذا لا يعني أن تعمم كلها أو تُفرض على الجميع”، مشيرًا إلى أن هذا النهج “لا يمكن أن يستمر طويلاً”، داعيا وزير الأوقاف إلى مراجعة القرار.
وتابع الأمين العام أن الوزارة أبلغت الأئمة بأن هذا التوحيد ليس إلزاميا، وأن من أراد إعداد خطبة مختلفة يمكنه ذلك، وهذا أمر إيجابي يجب أن يُستثمر. فالخطباء “ينبغي أن يستفيدوا من هذه المرونة إن كانت متاحة، لأن خطبة الجمعة لا ينبغي أن تُختزل في نص موحد معروف منذ يوم الأربعاء، وإلا فإن ذلك قد يؤثر في روح الصلاة نفسها، وربما يؤدي إلى عزوف الناس عنها. وهكذا قيل لي إن الإقبال على صلاة الجمعة بدأ يتراجع، وهذه مسألة مقلقة.”
وأكد ابن كيران أن علاقته بوزير الأوقاف أحمد التوفيق علاقة طيبة يسودها الاحترام والتقدير، مضيفًا: “أنا أقدّره كثيرًا، وأثق فيه، وأعرف أنه رجل صوفي متدين، لكن في هذه المسألة بالذات، أرى أنه لم يُوفَّق. وأتمنى أن يُعاد النظر في القرار بطريقة مناسبة.”
وأوضح أن توحيد الخطبة قد يكون ضروريًا في بعض المناسبات الوطنية أو الدينية الخاصة، مثل توجيهات الملك المتعلقة بالتضحية بعيد الأضحى، أو في حالات تتطلب خطابًا موحدًا لشرح قضية وطنية معينة، “لكن أن تصبح الخطبة الموحدة قاعدة دائمة، فذلك لا أراه مناسبًا.”، مبرزا أن وزارة الأوقاف لها دور كبير ومحوري، وينبغي أن تواصل أداء هذا الدور.


